تعهد رئيس الوزراء المصري المكلف عصام شرف بحماية الثورة المصرية، وأن يعمل جاهدا على تنفيذ مطالبها، وكشف عن عزمه زيارة ميدان التحرير لحضور التظاهرة المليونية المخصصة للاحتفال بإقالة حكومة أحمد شفيق والتأكيد على بقية مطالب الثورة. وتعهد شرف جاء أثناء لقائه بوفد من ائتلاف ثورة 25 يناير للاستماع إلى رؤيتهم حول الفترة الانتقالية، وبحث عدد من المبادرات التنموية التي طرحها الشباب. وحسب الدكتور شادي الغزالي حرب عضو الائتلاف وأحد المشاركين بالاجتماع طلب شرف مقابلتهم للاستماع إلى مطالبهم وإبلاغهم تأييده مقترحهم الخاص بتأجيل الانتخابات البرلمانية لحين استتباب الأمن وإعطاء الفرصة للقوى الناشئة لعرض برامجها على الناخبين. وكان شرف أحد الأسماء التي طرحها وفد من شباب الثورة على قيادات المجلس الأعلى للقوات المسلحة في اجتماع جرى قبل ثلاثة أيام. وقال موقع »الدستور« الإلكتروني إن الدكتور محمد البرادعي هو من نقل للمجلس العسكري رغبة الشباب في تكليف شرف بتشكيل الحكومة الجديدة بعد اجتماعه الأخير بقيادات المجلس. وأضاف حرب أن رئيس الحكومة المكلف أبدى تفهمه الكامل لبقية مطالب الثورة، خاصة ما يتعلق بإطلاق الحريات وإعادة هيكلة جهاز الشرطة وسرعة محاسبة الفاسدين، ووعدهم بوضع هذه المطالب على سلم أولويات حكومته الجديدة. وأوضح أن شرف قال لهم أثناء الاجتماع -الذي استمر حتى الساعات الأولى من صباح الجمعة- أنه أحد أبناء الثورة، وإنه سيبلغ المجتمعين في ميدان التحرير بأنه لن ينحرف عن أهداف الثورة ومطالب الشعب وأنه سيعمل جاهدا على حمايتها وتلبية مطالبها، مشيرا إلى أنه »سيأخذ وقته كاملا قبل إعلان التشكيلة الجديدة للحكومة«. وحسب الناشط الشاب، ألمح شرف إلى احتمالية بقاء عدد من وزراء الحكومة المستقيلة في تشكيلة حكومته الجديدة، مبديا تفهمه للرغبة الشعبية في ضرورة خروج الوزراء الذين خدموا في عهد الرئيس المخلوع حسني مبارك وعلى رأسهم وزراء الخارجية والداخلية والعدل، »لكنه لم يعطهم وعدا قاطعا باستبعادهم«. كما أوضح أن شرف وعدهم بعقد لقاء مع ممثلي المجتمع المدني والمنظمات الحقوقية لبحث المطالب الفئوية للعمال والموظفين بقطاعات الدولة بما يسهل انتظام الإنتاج، إلى جانب ترحيبه بعدد من المبادرات التنموية والإنتاجية التي قدمها وفد الائتلاف. وقال حرب »قدمنا مجموعة كبيرة من الأفكار لتنشيط القطاع السياحي ودعم البورصة وتفعيل الحوار السياسي، ومبادرات أخرى للتعاون مع كافة الوزراء، وقد وعد الدكتور شرف بإعطائها الأولوية وبتوجيه حكومته الجديدة للاهتمام بها«. ومن جانبه رحب المدير السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية المرشح الرئاسي المحتمل الدكتور محمد البرادعي بالإطاحة بحكومة شفيق، ودعا لدعم الحكومة الجديدة بالتركيز على الإنتاج وانتظام الحياة اليومية خاصة في التعليم. وقال البرادعي في صفحته على موقع تويتر »سقط النظام البائد بسقوط مبارك وحكومته، نحن على الطريق السليم، خالص تقديري للمجلس الأعلى للقوات المسلحة على الاستجابة لمطلب الشعب«. وأضاف »من الغد نبدأ معا مرحلة البناء في المدارس والجامعات والمصانع والمؤسسات، كلنا نعمل من أجل مصر«. وأكد المعتصمون في ميدان التحرير ثقتهم في رئيس الوزراء المكلف وفي »قدرته على تشكيل حكومة جديدة تستجيب لمطالب الجماهير«، وذلك بعد أن طالبوا بإقالة أحمد شفيق وحكومته التي عينها الرئيس المخلوع محمد حسني مبارك أياما قليلة قبل إجباره على التنحي عن السلطة في 11 فبراير الماضي. وأفادت مصادر في القاهرة بأن مجلس أمناء ثورة 25 جانفي رحب باستقالة حكومة شفيق، وأعرب عن ثقته في الحكومة التي سيشكلها شرف، باعتبارها »كانت مطلبا من مطالب الثورة«. ومن جهتها رحبت حركة شباب 6 أفريل باستقالة حكومة شفيق، واعتبرت ذلك »استجابة من المجلس الأعلى للقوات المسلحة لمطالب شباب الثورة«. وأعلنت الحركة أنها ستنهي الاعتصام الذي بدأه عشرات الشباب في ميدان التحرير لإسقاط حكومة شفيق، غير أنها أكدت استمرارها في تنظيم مسيرات مليونية في يوم الجمعة من كل أسبوع. وقال المتحدث باسم الحركة أحمد ماهر إن إقالة حكومة شفيق تعد »تنفيذا للوعد الذي قطعه المجلس على نفسه بإقالة الحكومة خلال أسبوع منذ لقائنا معه مطلع هذا الأسبوع«. وأكد ماهر أن خبر استقالة شفيق كان متوقعا بعد أن تزايد الضغط على المجلس الأعلى من قبل شباب الثورة، وكشف عن وجود اتصالات مستمرة مع شرف، الذي وصفه بأنه شخصية وطنية ذات كفاءة عالية.