اتهم السكرتير الأول لجبهة القوى الاشتراكية، كريم طابو، النظام، بالتعامل ''البلطجي'' مع المعارضة الحقيقية. وشدد أن الأفافاس لا ينساق إلى ساحات العنف للتعبير عن مطالبه، وإنما يعمل على ''التغيير الجذري والسلمي للنظام، لأن النظام يخشى التعبير السلمي لأنه داهية في التعامل مع العنف''. في تجمّع نظمه الأفافاس بقاعة الأطلس في باب الوادي، أمس، حضره أزيد من أربعة آلاف شخص، صبّ طابو جام غضبه على السلطة بعبارة قال فيها إن ''القواعد الخلفية للإرهاب موجودة بالمرادية''، غير أنه أشار إلى أن الأفافاس ''لا يقبل الخروج إلى ساحات العنف والمجابهة في الشارع''، لأنه يرى أن ''النظام يخشى التعبير والتغيير السلمي، وضالع في صنع أدوات المواجهة في الشارع''، واصفا حزبه ب''حزب القوة الهادئة''. ودعا طابو قوى المعارضة ''الحقيقية'' إلى الاتحاد ل''تغيير النظام سلميا''، معتبرا أن هناك ''من يريد تغيير أشخاص في النظام فقط وليس كل النظام، وهناك من يريد تغيير المجتمع وليس النظام أيضا''. ولم تستوعب قاعة الأطلس الحضور، واضطر المئات البقاء في الخارج، قرب عدد من أفراد الشرطة، كما بقي العشرات منهم وقوفا داخل القاعة. وفي رسالة وجهها لغرمائه، قال طابو: ''نشكر سكان باب الواد الذين ساعدوا مناضلينا''، على أن ''قوة التغيير هي تلك الموجودة في الشارع وليس العاملة في الصالونات''، وتابع ''نعيش خوصصة الدولة وتقنين الفساد''. وأمام مشاركين من أحزاب تونسية ومغربية دعتهم قيادة ''الأفافاس'' لهذا التجمّع، أوضح السكرتير الأول ''الشعوب العربية تريد تغيير حاضرها وضمان مستقبلها''، وأنه ''إذا كان في ليبيا قذافي واحد، هناك في الجزائر قذاذفة''، في تتمة لخطابات متوالية لضيوف الحزب، قالوا إن ''الثورة لا تستثني بلدا عربيا بعدما مرت على تونس ومصر وتمر على ليبيا''. بينما رد طابو بالقول ''يجب أن نبني ميدان التحرير وليس قاعات التحرير في الجزائر''. وردد الحضور شعارات مناوئة للنظام من قبيل ''النظام مجرم'' و''الحكومة إرهابية'' و''أين المفقودون'' و''أولاش السماح''و''النظام جهوي، الأفافاس وطني''، بعد أن طالبوا بطرد فرقة التلفزيون الجزائري التي حضرت لتغطية اللقاء، حيث أخرج أفرادها من القاعة تحت تصفيرات ساخرة. وأرسل عبد الحميد مهري، عضو الحكومة المؤقتة سابقا، رسالة إلى المتجمعين بالأطلس، ثمّن فيها الرد الذي وقعه رئيس الحزب، حسين آيت أحمد على رسالته التي بعث بها للرئيس بوتفليقة، وقال مهري: ''هذا ما يملي علينا تشجيع المبادرات الصادقة بضرورة تغيير سلمي حقيقي لنظام الحكم وممارسته.. لقد تلقيت ردود فعل بعد تلك الرسالة، لكن الكثير ينتظر ما يأتي من الفوق ويجب تفتيق طاقات المجتمع لتأمين التغيير السلمي المنشود''. وقال مصطفى بوشاشي، رئيس الرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الإنسان، في تدخله ''الجزائريون لم يتحرروا، رغم أن الثمن الذي دفعوه كان باهظا، ولم نحرر سوى الأرض''، واعتبر ''ما قرره مجلس الوزراء من تدابير ليس حبا في الجزائريين وإنما لإطالة عمر النظام''، وتدخلت ممثلة عن جمعيات أهالي المفقودين، منددة بصمت السلطات حيال ملفات أبنائها، كما عاتبت الشعب ''على عدم الوقوف إلى جنب العائلات''. بينما تدخل عضو المكتب السياسي للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية في المغرب، حميد جوهري ليقول إن ''الشعوب العربية يحكمها مجانين وحمقى ومهووسون''.