سُمع، أمس، دوي إطلاق نار كثيف بالقرب من معبر الدبداب الحدودي مع التراب الليبي، دفع مصالح الأمن المشتركة إلى الاستعداد لأي طارئ يمكن حدوثه، ليتبين فيما بعد أن مصدر إطلاق الرصاص مسيرة شعبية في مدينة غدامس الليبية، 16 كلم عن الدبداب، موالية لنظام العقيد معمر القذافي. حالة طوارئ شهدتها، أمس، بوابة الدبداب في الحدود مع ليبيا حوالي الساعة ال11 صباحا لوحظ خلالها تنقل كثيف لمصالح الأمن المشتركة للمنطقة، لكن سرعان ما تيقن الجميع أن إطلاق الرصاص كان مصدره موالون لنظام القذافي في مدينة غدامس التي تبعد عن الدبداب بإيليزي بحوالي 16 كلم، حيث خرج بعض من سكان المدينة في مسيرة جابت شوارعها تنادي بحياة الزعيم الليبي. مدينة غدامس التي يقطنها أقل من 20 ألف مواطن، لم تشهد منذ اندلاع الأحداث الدموية في ليبيا أي انزلاقات تذكر، حيث مسك سكانها العصا من الوسط، فلم يعلنوا ولاءهم في البداية لنظام العقيد باستثناء تعليق العلم الليبي السابق. وأثرت الأحداث التي تشهدها ليبيا بشكل لافت على تموين السكان بالغذاء والمحروقات، ما دفع هؤلاء إلى عبور التراب الجزائري عبر الدبداب للتموّن في المدة الأخيرة. فيما لم يتمكن الجزائريون الذين يقطنون المدينة القريبة من الدبداب من العودة إلى غدامس خوفا من المجهول، مثلما قالوا في تصريحات ل''الخبر''. في هذه الأثناء لا تزال أفواج الأفارقة تغادر التراب الليبي عبر بوابة الدبداب ومحيطها بأعداد كبيرة، حيث شوهدت أمس على أطراف المعبر أفواج مشكلة في الغالب من 10 أفارقة تعبر الحدود الجزائرية بطريقة غير شرعية، محملة بالأمتعة وغيرها من الأغراض مشيا على الأقدام، حيث يفر هؤلاء من ليبيا خشية اتهامهم بالمرتزقة، مثلما أكد أحدهم أن ''مغادرتنا ليبيا كانت بسبب اتهامات بضلوع أفارقة في تقتيل الشعب الليبي''، قبل أن يضيف ''نحن لم نرتكب أي جرم وكنا نشتغل في أعمال البناء وغيرها من الأشغال،''. كما أكد عامل إفريقي آخر: ''نخشى أن تتم تصفيتنا هناك، لذا اخترنا دخول الجزائر مشيا على الأقدام، خصوصا بعدما سمعنا من زملائنا الذين سبقونا أن السلطات هنا وفّرت كل الإمكانيات لاستقبال اللاجئين''. من جانب آخر، انخفضت خلال ال24 ساعة الأخيرة وتيرة توافد اللاجئين الأجانب من ليبيا عبر بوابة الدبداب باستثناء الأفارقة، حيث سجل دخول عدد من الليبيين كالعادة للتموّن، بالإضافة إلى عبور 8 مصريين وموريتانيين اثنين، فيما علمت ''الخبر'' أن ما لا يقل عن 192 مصري غادروا مطار عين أمناس، ليلة أول أمس، باتجاه القاهرة، واتصل عدد منهم بأعوان الهلال الأحمر الجزائري أبلغوهم وصولهم التراب المصري، فيما لا يزال نحو 292 رعية فيتنامية و17 موريتانيا في مركز إيواء بعين أمناس. وعلمت ''الخبر'' أن أزيد من 250 رعية من بنغلاديش ينتظر توافدهم عبر معبر الدبداب، بعد أن وردت معلومات لنقطة الحدود منذ يومين تفيد باعتزام هؤلاء دخول الجزائر، غير أن الأمر لم يتأكد لحد الآن بعد أن بقي البنغاليون في مدينة غدامس في انتظار انفراج الوضع بحسب المعلومات المتوفرة.