استعملت الجزائر، أمس، مبدأ ''حق الرد'' على اتهامات طالت دبلوماسيتها وأفراد بعثتها في مقر الأممالمتحدةبجنيف (سويسرا) بمناسبة نقاشات حول وضعية حقوق الإنسان في العالم، ووصفت اتهامات الرباط بأنها ''خالية من اللياقة''. جاء في رسالة إدريس الجزائري لرئيس المجلس الأممي لحقوق الإنسان في جنيف، أمس، ''منتهكا أبسط قواعد اللياقة''، فإن المندوب المغربي ''سمح لنفسه بالتعرض لرئيس الدبلوماسية الجزائرية، السفير المغربي يواصل أداء نفس العمل المشين ضد الجزائر في كل مرة نقوم فيها بطرح حق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره''. وقال إدريس الجزائري في رده المرسل لرئيس المجلس الأممي لحقوق الإنسان، إن ''المغرب يدير شؤون الصحراء الغربية بمنطق الأمر الواقع، وهو لايمثل جزءا من أراضيه طبقا لميثاق الأممالمتحدة، في حين نجد أن المغرب يعتبره مساسا بوحدته الترابية، وهو بذلك ينتهك قرار الجمعية العامة رقم 26/''.25 وعليه، فإن البعثة الجزائرية في جنيف، تضيف رسالة ادريس الجزائري، ''ترفض هذا الاستفزاز المتعارض مع أدبيات وروح النقاش البناء والمسؤول داخل المجلس''. وأشار ادريس الجزائري إلى أن الجزائر قامت عبر بعثتها الدائمة في منظمة الأممالمتحدة وبواسطة وزير الخارجية، بالتعبير عن موقفها إزاء وضع حقوق الإنسان في واحد من أصل 16 إقليما غير مستقل بعد، وتعترف به كل دول العالم باستثناء المغرب، علما بأن هذا الإقليم مدرج في جدول أعمال اللجنة الرابعة للجمعية العامة الأممية ومجلس الأمن الدولي. ويذكر أن رسالة السفير الجزائري في مقر الأممالمتحدةبجنيف، جاءت ردا على مداخلة مندوب المغرب عمر هلال التي ضمنها هجوما ''خاليا من اللياقة'' عندما قال إن ''الجزائر ليست في الموقع الجيد لإعطاء دروس للمغرب في مجال حقوق الإنسان''، مضيفا أن ''البلد الذي يعجز عن طي ماضيه الأليم واحترام الحقوق الإنسانية حتى لشعبه يجب أن يبين عن لياقة وتواضع عبر الاستلهام من التقدم الديمقراطي لجاره قبل أن يتوجه إليه بالانتقاد.'' وكان الدبلوماسي المغربي يرد على الوفد الجزائري الذي دعا الأممالمتحدة، خلال الدورة السادسة عشرة لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، لوقف ممارسات السلطات المغربية ضد المواطنين الصحراويين في الأراضي المحتلة، وإرسال لجنة تقصي حقائق إليها للوقوف على ما يجري من انتهاك لكرامة الصحراويين. وعلاوة على ذلك قال الدبلوماسي المغربي أن المملكة تريد المضي قدما مع الجزائر وليس ضدها. ويبدو أن الجزائر، من خلال موقفها السلبي من قضية الصحراء المغربية، لا تواكب الطموح المغاربي الذي يحدو المغرب وباقي بلدان المغرب العربي الكبير، كما أنها لا تساير التحولات العميقة الجارية في المنطقة.