أزالت، أمس الجمعة، جرافات النصب الذي ظل يتوسط الساحة المعروفة في العاصمة البحرينية بدوار اللؤلؤة، منذ أوائل ثمانينات القرن الماضي، وبعد أن دمرت الجرافات الأعمدة الستة الحاملة للؤلؤة كبيرة في أعلى النصب، حملت شاحنات كانت متوقفة بالقرب من الساحة الخرسانة وبقايا النصب. وقد أقدمت السلطات البحرينية على هدم هذا المعلم حتى لا يتحول إلى مزار ورمز للمعارضة التي أصبحت تتبرك به وتزوره في كل مناسبة. وأقيم النصب مطلع الثمانينات بمناسبة تأسيس مجلس التعاون الخليجي، وترمز أعمدته الستة إلى دول الخليج الست، أما اللؤلؤة فترمز إلى الإرث المشترك لهذه الدول التي قامت اقتصادياتها لردح من الزمن على صيد اللؤلؤ. وفي تحد على ما يبدو لقرار فرض حالة الطوارئ، تظاهر، يوم أمس الجمعة، بقرية الدراز بالقرب من المنامة جموع من المحتجين رفضا لنزوع السلطة لفض حركتهم الاحتجاجية بالقوة واستدعائها لقوات عسكرية خليجية من القوات المعروفة تحت اسم ''درع الجزيرة''. كما تجمّع مئات البحرينيين خلال تشييع جنازة ناشط قتل خلال المواجهات العنيفة التي سبقت إعلان حالة الطوارئ، وهي المواجهات التي قتل فيها ستة أشخاص نصفهم من عناصر الشرطة ونصفهم الآخر من المحتجين، كما تجمهر مئات آخرين عند المدافن التي دفن بها بقية المتوفين في الأحداث، وهم يرفعون رايات سوداء ما يوحي بأن المحتجين ينتمون للمذهب الشيعي، ولم يسجل خلال هذه الوقفات أي تدخل لقوات الشرطة في محاولة لفرض قرار الطوارئ الذي يمنع أي تجمهر. هذه الحركة الاحتجاجية جاءت تلبية لنداء كان قد وجهه ناشطون شيعة، يوم أول أمس الخميس، في مؤتمر صحفي أعلنوا فيه أنهم سيعتصمون بالمساجد بعد صلاة الجمعة وسيقفون أمام منازلهم في ساعات محددة ويرفعون الأعلام على أسطحها كما سيكبرون بالليل في إطار ما وصفوه المقاومة السلمية. في خضم هذه التطورات رفضت البحرين طلبا تقدّمت به إيران إلى الأممالمتحدة ومنظّمة المؤتمر الإسلامي والجامعة العربية للقيام بدور ''فعّال'' لإنهاء الأزمة التي يعيشها هذا البلد الخليجي، وقد سبق للسلطة في البحرين أن رفضت المواقف الإيرانية مما يجري على أرضها واعتبرته تدخلا في شؤونها الداخلية. بموازاة هذا وفي السياق، التقى وزير الخارجية السوري وليد المعلم في العاصمة الإيرانية أمين مجلس الأمن القومي سعيد جليلي وبحث معه أوضاع المنطقة خاصة البحرين. وقد أشارت مصادر دبلوماسية إلى أن وزير خارجية سوريا قد حمل رسالة إلى السلطات الإيرانية حول ما يجري في البحرين ورفض السلطات السعودية لأي مسعى إيراني لاحتواء البحرين وإلحاقها بسياستها. وفي هذا الشأن ينبه العديد من المراقبين ومتابعي تطورات الأحداث في الخليج العربي، إلى أن المواجهة بهذه المنطقة في المستقبل ستأخذ بعدا طائفيا بين الشيعة الذين تقودهم إيران وبين السنة الذين تتزعمهم السعودية.