الاشتباك وقع مع أفراد الجمارك وحرس الحدود قبل تدخل طائرات الجيش وضعت مصادر مطلعة ''الخبر'' أمام سيناريو العملية التي مكّنت من قتل مهرّب وإصابة آخر ليلة الاثنين، وأشارت إلى أن اشتباكا عنيفا وقع، تخلّلته مطاردات عسيرة لقافلة مهرّبين من سيارات الجمارك وحرس الحدود، تدخلت على إثره وحدات الطيران الجوي التي قصفت سيارات المهرّبين، الذين لاذ معظمهم بالفرار إلى وجهة مجهولة. استنادا لذات المصادر، فإن أفراد الجمارك وحرس الحدود وخلال عملية تمشيط عادية، تصادفوا بمرور قافلة مهرّبين مكوّنة من 4 سيارات رباعية الدفع، تتجه نحو منطقة عرق الراوي، حيث رفض أفرادها الامتثال لأوامر التوقف، ودخلوا في اشتباكات عنيفة مع أفراد الجمارك وحرس الحدود، أسفرت عن تدمير جزئي لسيارة واحدة ومقتل صاحبها، فيما أصيب مرافقه بجروح بليغة، هذا فيما تمكنت السيارات الثلاث المتبقية من الفرار، ليتم الاستعانة بوحدات الطيران الجوي التي قصفتها وحولتها إلى أثر بعد عين، إلا أن أصحابها تمكنوا من الفرار مستغلين في ذلك الظلام الدامس، وسلسلة الكثبان الرملية المنتشرة، والتي يسهل الاختفاء فيها والهروب عبرها. وكانت سيارات المهرّبين محملة بعدد كبير من براميل مملوءة بالوقود، دلّ عليها الانفجار الكبير الذي صاحب قصفها، هذا فيما يرجح أن القافلة كانت متوجهة إلى قرى مغربية متاخمة للحدود الجزائرية، والتي تضم أفرادا مشهورين بممارسة أنشطة التهريب. وبعد نهاية العملية، عثر أفراد الجمارك وحرس الحدود على 4 أسلحة رشاشة، 3 أفسدها القصف الجوي، 60 طلقة حية، هاتف من نوع ثريا، هاتف محمول عادي. وأظهرت التحقيقات الأولية أن المهرّبين من جنسية مالية، أحدهما يبلغ من العمر 30 سنة والآخر 25 سنة، ويقيمان منذ سنوات ببرج باجي مختار، حيث لا يزال المصاب منهما يتلقى العلاج في مستشفى بشار العسكري، هذا بعد أن تسلمه مصالح الدرك الوطني بالعبادلة التي تنقل أفرادها ليلة أمس لإتمام إجراءات التنسيق الخاص بهذه العملية، حيث لوحظ إرسال تعزيزات أمنية مكثفة إلى مكان الحادث، إذ لم تتمكن ''الخبر'' من لقاء أي من القيادات المسؤولة في عاصمة الولاية، التي اضطر أغلبها للانتقال لمكان الحادث. وأشار شهود عيان من دائرة العبادلة، 90 كلم جنوبي بشار، إلى أن المستشفى غصّ بأفراد الأمن بالزيين المدني والرسمي، فيما لوحظت حركة مكثفة على الطريق الوطني رقم ,6 حيث سجل تدفق كبير لسيارات الدرك الوطني وحرس الحدود من العبادلة وبشار باتجاه مكان الحادث. وتأتي هذه العملية بعد شهر من مقتل وتوقيف مهرّبين أفارقة، كانوا على متن قافلة مؤلفة من عدة سيارات رباعية الدفع من نوع ''تويوتا ستايشن''، بعد اشتباكهم مع دورية تابعة للجيش الوطني الشعبي للناحية العسكرية الثالثة في منطقة حدودية معزولة بدائرة تبلبالة الواقعة بين ولايتي بشار وتندوف، وهذا بعدما رفض عناصر هذه القافلة الامتثال لأوامر التوقف، وبعد شهرين من اشتباك عنيف آخر وقع بين دورية لحرس الحدود وجماعة مهرّبين عن مقتل أحد أفراد حرس الحدود برتبة رقيب، فيما أصيب عنصران، أحدهما برتبة نقيب والآخر عريف.