يسود الهدوء الحذر داخل ساحات الاعتصام لعناصر المعارضة ممثلة في تكتل اللقاء المشترك، في وقت كثر الحديث عن وساطة ترعاها الولاياتالمتحدةالأمريكية تضمن للرئيس صالح الرحيل الآمن. وكشف مصدر دبلوماسي غربي عن استمرار الولاياتالمتحدة في سعيها لتقريب بين فرقاء الصراع السياسي، للخروج بحلول ترضي الطرفين وتجنب اليمن صراعات قد تصل إلى حروب أهلية في حال استمرار الوضع على ما هو عليه. وقال المصدر ذاته ل''الخبر'' إن ''الولاياتالمتحدة تقدمت بمقترح لقادة المعارضة، تعرض فيه تنحي الرئيس صالح عن الحكم مع بقاء أولاده وإخوته في المؤسسات العسكرية والأمنية، وهو ما رفضه تكتل اللقاء المشترك المعارض المطالب برحيله مع نظامه''. وأضاف المصدر أن واشنطن تدرس عدة خيارات لتجنب انزلاق اليمن نحو العنف الذي بدأت ملامحه تظهر، بسبب تمسك الرئيس صالح بكرسي الحكم والانقسامات التي تشهدها المؤسسة العسكرية، إلى جانب التحاق قادة عسكريين بالمعتصمين المطالبين برحيل صالح. وفي المقابل، اتهم المتحدث الرسمي باسم اللجنة التحضيرية للحوار الوطني اليمني، وزارة الدفاع الأمريكية بالتواطؤ مع الرئيس صالح لمواجهة ثورة الشعب السلمية. وقال القيادي المعارض، محمد الصبري: ''إن نشر الفوضى وأعمال القتل في اليمن وسقوط 120 قتيل في محافظة أبين جراء انفجار مصنع للذخيرة ليس سوى رأس لجبل الجريمة المنظمة القادمة''، مؤكدا أن محاولات صالح لن تنجح بإبقائه في السلطة مهما كانت الجهات التي تدعمه. ومن جهته، حمل تكتل اللقاء المشترك المعارض، الرئيس صالح مسؤولية المجزرة التي راح ضحيتها أكثر من 100 شهيد وعشرات الجرحى جراء انفجار مصنع 7 أكتوبر للذخيرة في جنوب البلاد. وحملت المعارضة، في بيان صادر عنها، رئيس الدولة وحاشيته المسؤولية الكاملة عما حدث من تواطؤ مع تنظيم القاعدة والجماعات المسلحة، بتسليمهم مؤسسات الدولة وآلياتها العسكرية في محافظة أبين، وما نتج عن ذلك من جرائم نكراء، وفي مقدمتها مجزرة مصنع الذخائر والتي ما كان لها أن تحدث لولا الانسحاب المرتب له والفوضى المخطط لها من قبل هذه السلطة الدموية. واعتبرت المعارضة الحادثة بالمحاولة البائسة من الرئيس صالح وزبانيته لتأكيد مقولته بأن اليمن مجرد قنبلة موقوتة، وأنه وحده من يمنع انفجارها وأن الفوضى هي البديل له. ويرى مراقبون أن الولاياتالمتحدة وحلفاءها من الغرب يسعون جاهدين لحل الأزمة في اليمن، خوفا وحرصا على مصالحهم التي، حسب قولهم، ستبقى مع إبقاء صالح أو بقاء نظامه في المؤسسات. هذا وتتواصل التظاهرات والاعتصامات في 14 مدينة يمنية تطالب برحيل صالح. وأعلن شباب الثورة السلمية اليوم الأربعاء يوما للشهيد في كل الساحات والميادين في البلاد، حيث سيحتفى بالشهداء بفعاليات متنوعة.