وجّه رجال المقاومة في الشلف نداء استغاثة إلى رئيس الجمهورية، للمطالبة بإنصافهم ورفع الغبن الذي يعيشونه منذ سنة 2004، تاريخ توقيف صرف المنحة التي كانت المصدر الوحيد في رزق عائلاتهم، مع حرمانهم من أي امتياز، وهدّدوا باللجوء إلى الاحتجاج في الشارع في حال عدم تسوية وضعيتهم بالطرق الحضارية. وصف ممثلو هذه الفئة أوضاعهم ب''المزرية والمهينة، بعد ''أن تخلت عنا الدولة، في وقت تتوفر فيه خزائنها على أموال معتبرة''. وقال ممثل المقاومين، ''ر. الحاج''، إن أغلب زملائه يعانون من أمراض مزمنة، أصيبوا بها نتيجة أداء مهامهم في ظروف صعبة أثناء وقوفهم إلى جانب الدولة خلال العشرية السوداء في محاربة الجماعات الإرهابية. وأن بعضهم يلجأ إلى التسول ومد أيديهم للصدقات من أجل شراء الدواء لعلاج أمراض السكري وضغط الدم وغيرهما. وتساءل عن مصير هذه الفئة التي ''ضحت بأغلى ما تملك من أجل بقاء النظام الجمهوري، لكن تم التنكر لفضل رجال المقاومة بعد أن استعادت البلاد عافيتها''. وقال إن ''المقاومين قبلوا بالمصالحة الوطنية من أجل أن يعيش أبناؤنا في أمن واستقرار، ولكن التهميش طال هذه الفئة. كما أنهم أصبحوا محل مساومات من طرف بعض السياسيين لاستغلال معاناتهم في ابتزاز السلطات''. وهدّد المقاومون المنتشرون عبر بلديات الشلف والبالغ عددهم أكثر من 1700 بالخروج إلى الشارع، في حال عدم الاستجابة لمطالبهم. وفي ولاية وهران، كسر رجال الدفاع الذاتي والمقاومون، وانضموا هم أيضا إلى قوائم المحتجين، ليطالبوا بتجسيد ما ''وعد به رئيس الجمهورية في التجمع الذي ترأسه في قصر الرياضة بوهران سنة 1999 بأنه سيرد جميل الرجال الذين ساهموا في بقاء الجزائر واقفة''. ويقولون ''نطالب أن تعتبرنا الدولة تائبين، وتعاملنا مثلما تعامل الذين قتلوا وخرّبوا وأحرقوا. رغم أننا على خلافهم حملنا السلاح للمساهمة في حماية الوطن وليس تخريبه''. وتعدّ ولاية وهران أكثر من 1700 مقاوم ورجل دفاع ذاتي ''مازلنا إلى أيامنا هذه نخرج في دوريات مع الدرك والجيش. ومازلنا نحمل السلاح، خاصة مع ظهور مخاطر إرهابية جديدة بفعل الأزمات التي تشهدها منطقة شمال إفريقيا. لكننا بالمقابل يوجد بيننا من لا يستطيع توفير قوت أبنائه، ومنا من ضيّع منصب عمله، وآخرون خسروا تجارتهم''. ويؤكد محدثونا أنهم لم يتوقفوا عن المطالبة بالتعويضات ''عندما يستدعوننا في حالة الطوارئ، يأمروننا بأن نشدّد الحراسة أو نمشط مناطق ما أو نرافق الأمن، الدرك أو الجيش في دوريات. لكن، عندما نطلب من المسؤولين الذين نشتغل معهم أن يبلغوا قياداتهم بمطالبنا، يردون علينا أن الأمر يتجاوزهم. إننا نطالب من رئيس الجمهورية الذي اقترح على الجزائريين ميثاق السلم لاستعادة الأمن والاستقرار، أن يتذكر أنه يوجد عشرات الآلاف من الجزائريين الذين تطوعوا وحملوا السلاح، ومنهم من مات، وآخرين أصيبوا بعاهات، من أجل حماية الجمهورية''.