رفضت الجزائر السماح بتحليق طائرات هيليكوبتر فرنسية بصحرائها، كانت بصدد البحث عن عسكريين فرنسيين ينتمون لوحدة خاصة، تاهت أثناء قيامها بمهمة قتالية في جنوب غرب ليبيا. كشف مصدر أمني ل''الخبر''، بأن مناطق جنوب غرب ليبيا، شهدت منذ يوم السبت الماضي تحليقا مكثفا لطائرات استطلاع بدون طيار وطائرات مقاتلة فرنسية، بحثا عن مجموعة جنود من قوة خاصة فرنسية تسللت إلى مناطق الجنوب الغربي في ليبيا، ومكثت هناك عدة أيام. وقد تم إنقاذها، حسب المصدر، بعد أن تاهت في الصحراء لمدة يومين وتعرضت إحدى سياراتها لعطب. وأكد عسكريون سابقون بأن تواجد وحدات فرنسية خاصة في مناطق صحراوية معزولة يعني أنها كانت بصدد نصب كمين لمطلوبين يكونون على الأغلب مهربين أو إرهابيين أو عناصر من الحكومة الليبية. وتعد ''الحمادة الحمرا'' منطقة الربط الرئيسية بين العاصمة الليبية طرابلس والحدود الجنوبية المشتركة بين ليبيا ودولة النيجر، ما يعني حسب عسكريين سابقين بأن الأمر يتعلق بمراقبة مسالك صحراوية سرية يمكن أن يستغلها عناصر من تنظيم القاعدة في تهريب مطلوبين أو أسلحة. ورصدت وحدات الدفاع الجوي الجزائرية قبل يومين، حسب نفس المصدر، عملية إجلاء فرقة الكومندوس الفرنسية في منطقة ''عين تاملو'' في الحمادة الحمرا وهي عرق صحراوي صعب المسالك. ورفضت الجزائر، حسب مصدرنا، خلال بداية الأسبوع الجاري طلبا فرنسيا بالسماح بانطلاق طائرات هيليكوبتر فرنسية من قواعد في أقصى الجنوب الشرقي للمشاركة في مهمة البحث عن فرقة كومندوس فرنسية تاهت أثناء تواجدها في منطقة ''الحمادة الحمراء'' وتعرضت لمتاعب تقنية. واستمرت مهمة البحث عن فرقة الكومندوس القوات الخاصة الفرنسية، لأكثر من يومين بعد أن انقسمت إلى مجموعتين، ما يعني أن عدد عناصرها كان كبيرا. وكشف مصدر أمني آخر، بأن قوات خاصة فرنسية تتعقب عناصر من تنظيم القاعدة ومهربي سلاح في الصحراء الليبية في مواقع معروفة بالتعاون مع عناصر من الجيش النيجيري والجيش التشادي العارفين بالمسالك الصحراوية، بعد رصد اتصالات بين عناصر من التنظيم في الساحل، وأن القوات خاصة الفرنسية ترغب على الأرجح في خطف عناصر قيادية من تنظيم قاعدة المغرب أو جماعة الشباب الصومالية لمبادلتها بالرهائن الفرنسيين المحتجزين في شمال مالي وفي الصومال وأفغانستان. وتشتبه أجهزة أمن غربية، حسب مصادرنا، في وجود نشطاء من تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي ومن جماعتي بوكو حرام النيجيرية وجماعة الشباب المجاهدين الصومالية في ليبيا بغرض تجنيد مقاتلين وخلق وتنظيم جماعة ليبية سلفية جهادية بالتعاون مع عناصر قديمة من الجماعة الليبية المقاتلة تكون تابعة لتنظيم القاعدة. ويثير تواجد طائرات مقاتلة من دول حلف الأطلسي في سماء الصحراء الليبية مخاوف من تحول المنطقة إلى حاضنة جديدة للإرهاب وتشارك طائرات من سلاح الجو الفرنسي والبريطاني في طلعات شبه يومية فوق مناطق ''الحمادة الحمرا'' و''واد سدونة'' في جنوب شرق ليبيا وأجلت فرقة كومندوس فرنسية تاهت لمدة 3أيام في صحراء ''الحمادة الحمرا''. وكان مسؤولون عسكريون أمريكيون قد أكدوا لصحيفة أمريكية في شهر ماي 2010 بأن قائد عام القيادة الوسطى الأمريكية ديفيد بترايوس، أمر بتوسيع النشاط العسكري للقوات الخاصة الأمريكية في دول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا من أجل التصدي للجماعات المسلحة أو مواجهة التهديدات الأمنية المختلفة. وأشار المسؤولون في ذات الصدد إلى أن أعمال فرق المخابرات والقوات الخاصة تقوم على استخدام فرق صغيرة من القوات الأمريكية قد تفتح الطريق أمام هجمات عسكرية محتملة ضد إيران على خلفية ملفها النووي.