قال الرئيس الفرنسي «نيكولا ساركوزي» إن طائرات التحالف شرعت بالفعل في إيقاف هجوم قوات «معمر القذافي» على بنغازي، وهو ما يعني عمليا اشتباكا حربيا مع تلك القوات، وأضاف «ساركوزي»، عقب انتهاء قمة باريس السبت، أن دولا عربية تحركت من أجل وقف ما وصفه بأنه «جنون إجرامي»، مضيفا أنه من الواجب دعم الشعوب العربية، وأن «عزمنا وتصميمنا كامل ونهائي». من جانبه قال رئيس الوزراء البريطاني «ديفيد كاميرون» إن الوقت قد حان لنقل العمل الطارئ إلى ليبيا، وأن القذافي انتهك وقف النار، كما قالت المستشارة الألمانية «أنجيلا ميركل» أن قوى العالم متحدة في وجوب إنهاء العنف في ليبيا، لكن ألمانيا لن تشارك في العمل العسكري. وكانت وكالة فرانس برس قد نسبت إلى مصدر عسكري فرنسي قوله إن طائرات حربية فرنسية حلقت مساء أمس في الأجواء الليبية. وجاءت هذه التصريحات بعد اختتام اجتماع لقادة الدول التي ألزمت نفسها بفرض منطقة الحظر الجوي على ليبيا، بموجب قرار مجلس الأمن الدولي، لمناقشة الخطوات اللاحقة في هذا السياق. والتقي قادة ووزراء من فرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة، بمشاركة وزراء خارجية دول عربية هي الأردن والمغرب وقطر والإمارات، إلى جانب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون. وفيما يتصاعد الجهد العسكري الغربي للتحرك مقتربا من ليبيا، وتحديدا التجمع بقواعد في البحر المتوسط وجنوبي أوروبا، هدد الزعيم الليبي معمر القذافي دول الغرب ب «الندم» إن هي هاجمت ليبيا، وقال القذافي، في بيان قرأ نيابة عنه أمس إن آي عمل عسكري غربي ضد ليبيا سيعد «عدوانا صريحا» على بلاده. وهدد القذافي، في البيان الذي قرأه متحدث باسمه ونقلته وسائل الإعلام، الرئيس الفرنسي «نيكولا ساركوزي» ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون بأنها «سيندما» لتدخلهما في شؤون ليبيا الداخلية. وأضاف «القذافي» أن قرار مجلس الأمن الدولي حول ليبيا "باطل"، وأن "لا حق" للدول الغربية في التدخل بشؤون ليبيا. على الصعيد الدولي من المنتظر أن تصدر قيادة الناتو أوامر للبدء في تطبيق منطقة الحظر الجوي خلال ساعات، وقال مسؤولون في الحلف إن هيئة أركان الناتو تضع اللمسات النهائية لنشر العشرات من القاذفات المقاتلة والدبابات وطائرات الهليوكوبتر وطائرات الاستطلاع في عدد من القواعد الجوية على امتداد منطقة جنوب البحر المتوسط. الثوار يسقطون مروحية وذكرت وسائل إعلامية إسقاط طائرة فوق المدينة بعد أن نسبت وكالة رويترز للأنباء إلى مراسلها سماعه صوت طائرة تحلق على ارتفاع منخفض بالتوازي مع وقوع انفجارات قوية. ونقل المصدر نفسه عن عضو في لجنة شعبية بأحد الأحياء تلقيه مكالمة تفيد قيام قوات القذافي بإنزال بحري. يشار إلى أن تقارير إعلامية نقلت الجمعة عن سيف الإسلام نجل القذافي أن الحكومة الليبية غيرت تكتيك مهاجمة بنغازي حيث "سيتمركز الجيش حول المدينة ولن يدخلها، وستُرسل الشرطة وقوات خاصة لمكافحة الإرهاب إلى داخلها لنزع أسلحة المتمردين". وفي منطقة الجبل الغربي نجح الثوار في نصب كمين لكتائب القذافي في منطقة «نالوت» وأسروا عشرين من أفرادها بينهم ضابط برتبة عقيد, كما تمكّن الثوّار من السيطرة على بوابة «ذهيبة» الواقعة بين تونس ووزان الحدودية بدون إراقة دماء. وفي السياق نفسه قالت مصادر في منطقة الجبل الغربي للجزيرة إن الكتائب الأمنية التابعة للقذافي قصفت بلدتي الزنتان والرجبان بشكل مكثف. وفي مصراتة، علمت ذكرت قناة «الجزيرة» أن العشرات قتلوا وأصيب مثلهم إثر تعرض المدينة لقصف بالأسلحة الثقيلة من قبل كتائب القذافي، وأن الأهالي والثوار يواصلون التصدي للكتائب وسط أنباء عن انقطاع المياه الصالحة للشرب عن المدينة بأكملها. وقال متحدث باسم شباب 17 فيفري إن المدينة تعرضت لقصف عنيف بالدبابات والمدفعية وراجمات الصواريخ تركز في محيط قاعة الشعب، وشارع طرابلس أكثر شوارع المدينة حركة، لافتا إلى أن قناصة القذافي يعتلون أسطح المباني وسط المدينة ويستهدفون المارة، وأن عدد القتلى يتعدى 25 بكثير، وأن ضواحيَ كثيرة تعاني انقطاع الكهرباء منذ يومين. ونفت الحكومة الليبية قصف مصراتة لكن شهود عيان أكدوا وقوع القصف وتحدث بعضهم عن مجزرة حقيقية، حيث أكد أحد الأطباء سقوط فتيات صغيرات بين القتلى، كما تحدثت معلومات عن قيام كتائب القذافي باحتجاز مدنيين في أحد الأحياء الجنوبية قرب قاعدة جوية تسيطر عليها تلك الكتائب، لاستخدامهم دروعا بشرية تتقدم بهم إلى وسط المدينة.