كوسا يشارك في اجتماع الدوحة وتركيا تتحرك من جديد غادر وفد الوساطة الإفريقي الجزائر، أمس، موفدا عنه رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي إلى الدوحة لحضور اجتماع هو الرابع من نوعه في أجندته بعد لقائه مع العقيد القذافي وممثلين عن المعارضة في بنغازي، ولقاء ثالث جرى مع الرئيس بوتفليقة، أمس، بالجزائر العاصمة. أهم رسالة خرج بها الوفد الإفريقي من الجزائر وأعلنها للصحافة الرئيس الموريتاني، محمد ولد عبد العزيز، هي الإصرار على ضرورة الوصول لوقف إطلاق النار بين الإخوة الفرقاء في ليبيا. قال الرئيس الموريتاني، أمس، بالجزائر عقب محادثات جمعته مع الرئيس عبد العزيز بوتفليقة ''نحن عازمون ومصممون على تحقيق هذا المبتغى (وقف إطلاق النار) صيانة للمصلحة العليا للشعب الليبي''، في حين وجهت اللجنة الخاصة للاتحاد الإفريقي حول الوضع في ليبيا نداء ملحا للمجلس الوطني الانتقالي للتعاون على أكمل وجه من أجل المصلحة العليا لليبيا، ومن أجل إيجاد حل سياسي للنزاع القائم في البلاد. وفي هذا الإطار، سيعرض رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي، جون بينغ، بالعاصمة القطرية الدوحة الخطة الإفريقية التي تدعو إلى وقف إطلاق النار من جميع الأطراف. وتتجه الأنظار، اليوم الأربعاء، إلى الدوحة، حيث يجري اجتماع مجموعة الاتصال الدولية حول المستقبل السياسي لليبيا، ويشارك في هذا الاجتماع وزير الخارجية المنشق عن نظام القذافي، موسا كوسا، الذي ينتظر أن يجري محادثات تسبق الاجتماع الموسع. ولم تتسرب معلومات عن مضمون المشاورات التي سيجريها كما يوصف ''العلبة السوداء'' لنظام القذافي. وحذر كوسا قبل سفره كل الجهات من ''تحويل ليبيا إلى صومال جديد''، معتبرا أن حل الأزمة الراهنة ''سيأتي من الليبيين أنفسهم عبر نقاش وحوار ديمقراطي''. وقال كوسا في تصريحات ل''بي بي سي'': ''أطالب بشدة كل الجهات بتجنيب بلدنا الدخول في حروب أهلية والانزلاق في حمّام دم وتحويل ليبيا إلى صومال جديد''. وأضاف ''نرفض تقسيم التراب الليبي، ووحدة ليبيا هي الأساس لأي حل وتسوية''. وردا على هذا التصريح، نفى أحد المتحدثين باسم المعارضة الليبية، مصطفى الغرياني، أن يكون كوسا يمثل المجلس الوطني الانتقالي، كتلة المعارضة المسلحة الرئيسية في ليبيا. وفي سياق الوساطات لحل الأزمة الليبية، من المنتظر أن تجدد أنقرة مبادرتها السلمية خلال زيارة يقوم بها وزير الخارجية التركي أحمد داوود أوغلو اليوم إلى قطر لحضور اجتماع مجموعة الاتصال. وتتضمن الخطة التركية وقفا فوريا لإطلاق النار وإقامة مساحات ''إنسانية آمنة'' لمساعدة الشعب الليبي، والشروع في تحوّل واسع النطاق نحو الديمقراطية وصولا إلى ''انتخابات حرة''. وتضم مجموعة الاتصال، التي تشكلت أواخر شهر مارس بلندن، كلا من بريطانيا وتركيا وفرنسا، والمغرب والأردن وقطر، إلى جانب منظمات دولية منها الأممالمتحدة والجامعة العربية وحلف شمال الأطلسي. وتتولى المجموعة نشاطات ''الإشراف'' الاستراتيجي على الموقف والعملية العسكرية من ليبيا، في إطار قرارات الأممالمتحدة، بالتعاون مع الناتو. وبخصوص اجتماع الدوحة الذي يستمر يوما واحدا، سيعقد اجتماع لكبار المسؤولين برئاسة قطر وبريطانيا ولقاء مشترك مع ممثلي المجلس الوطني الانتقالي الليبي. ويشارك في الاجتماع الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، ووزراء خارجية فرنسا وبريطانيا وألمانيا وإيطاليا واليونان وتركيا. ويمثل الولاياتالمتحدة في الاجتماع وليام بيرنز، مساعد وزيرة الخارجية الأمريكية، كما يشارك وزير خارجية الدانمارك لين إسبيرسن، إلى جانب الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى، والأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي أكمل الدين إحسان أوغلو، والأمين العام لحلف شمال الأطلسي أندرس فوغ راسموسن. كما تحضر الاجتماع دول مجلس التعاون الخليجي العربية الست إلى جانب كل من لبنان والعراق والمغرب.