الناتو دمّر الدفاعات الجوية وعجز عن تحطيم القوات البرية للقذافي يرى البروفيسور وليد فارس، الأستاذ بمعهد الدفاع الوطني في واشنطن ومستشار الكونغرس الأمريكي لشؤون الإرهاب، أن ما يجري عسكريا في ليبيا هو سعي كل من المعارضة المسلحة ونظام القذافي للتقدم أكثر في منطقة نفوذ الآخر بغية رسم الحدود في وقت لاحق. وقال البروفيسور وليد فارس في اتصال هاتفي مع ''الخبر'' من واشنطن إن الانطباع السائد الآن بشأن مجريات الأمور في ليبيا هو عدم قدرة طرفي النزاع على حسم الأمور، ''فلا القذافي قادر على استعادة بنغازي ولا المعارضة بمقدورها الوصول إلى طرابلس''، وبين هذا وذاك يقول الخبير العسكري ''يجري مد وجزر بين الطرفين، وسعي للتقدم بالخطوط العسكرية كي تصبح لاحقا خطوط الفصل بين منطقتين متصارعتين''. وفي هذا السياق، يقدر البروفيسور وليد فارس في تحليله ل''الخبر'' أنه ''باستمرار حالة الستاتيكو بين الجانبين، سيجري العمل ربما على الوصول إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، وبعدها يفسح المجال للتفاوض بين المعارضة والقذافي، وهذا لن يحدث قبل أن يتمكن كل طرف من السيطرة على أكبر مساحة''. وسألت ''الخبر'' البروفيسور وليد فارس إن كان يعتقد أيضا أن ليبيا تتجه للتقسيم إلى دولتين، فأوضح أنه ''في الوضع الحالي لا الولاياتالمتحدة ولا أوروبا ولا مجلس الأمن يقبلون بمبدأ إيجاد دولتين في ليبيا دون صدور قرار حول تقرير المصير''، مستدركا بقوله ''لكن الأمر الواقع يتحدث عن وجود منطقتين في دولة واحدة، كما هو الشأن في الكوريتين الشمالية والجنوبية، وقبلها في ألمانياالشرقية والغربية''. عسكريا، يرى مستشار الكونغرس الأمريكي لشؤون الإرهاب أن ''حلف الناتو قضى تماما على دفاعات القذافي الجوية وعلى أسلحته الاستراتيجية، لكنه بقي عاجزا لحد الآن عن تدمير القوات البرية ودبابات القذافي''. وهذا الهدف، حسب الخبير ''يصعب تحقيقه بدون إنزال ميداني على الأرض، لكن المشكلة الأخرى التي تواجهها مهمة الإنزال هي رفض المجلس الوطني الانتقالي السماح لقوات الناتو بالنزول فوق الأرض''. وأمام هذه المعضلة يبقى هناك خيار وحيد وهو ''تدريب المعارضة على استعمال السلاح ومن ثمة تقوم هي بمحاربة قوات القذافي، وهذا أمر يأخذ مدة أطول لتحقيقه''، على حد قول المتحدث. أما بخصوص التحركات الدولية لإيجاد حلول سياسية للأزمة الليبية، فذكر الخبير العسكري أربع دول بإمكانها فعل شيء يوقف القتال في ليبيا وهي الصين وروسيا وجنوب إفريقيا وتركيا، معللا ذلك ب''وزنها السياسي وبمواقفها الرافضة لاستمرار العملية العسكرية وإسقاط نظام القذافي بالقوة''. وفي كل الأحوال، يعتقد البروفيسور وليد فارس أن ''الحل التفاوضي مع القذافي قادم، وإذا قبل حلف الناتو مثلا بالتفاوض معه فستبدأ سلسلة طويلة من المفاوضات، وأغلب الظن أنها ستبدأ عندما تصل المعارضة إلى سرت التي تقع في وسط ليبيا''. وسألت ''الخبر'' الخبير العسكري عن مصير مدينة مصراتة التي لا تبعد كثيرا عن طرابلس ولكنها تدين بالولاء لبنغازي، فأوضح أن ''التجارب السابقة أكدت أنه بالإمكان جعلها منطقة خاضعة للمعارضة خصوصا وأن لديها مرفأ بحريا''.