عاشت إكمالية الشهيد عيمور مالك بن محمد في وادي الرمان بأعالي العاصمة، عشية أول أمس، حادثة اعتداء تلميذ، يبلغ من العمر 17 سنة، على أستاذة اللغة العربية، حيث وجه لها لكمتين فأسقطها أرضا. الحادثة أعقبتها حركتا احتجاج، الأولى نظمها التلاميذ، عشية أول أمس، تضامنا مع زميلهم، والثانية للأساتذة الذين توقفوا عن العمل، أمس صباحا، للتنديد بما وقع لزميلتهم. حين وصولنا إلى إكمالية الشهيد عيمور بوادي الرمان في بلدية العاشور، القريبة من المساكن الفخمة لإقامة صحراوي والسكنات الوظيفية لسلك الشرطة، كانت المؤسسة التربوية شبه خالية، بحكم أن مساء الثلاثاء راحة. فحاولنا الحديث إلى مديرة المدرسة للاستفسار عن الحادثة، غير أنه قيل لنا إنه يجب الحصول على تصريح من أكاديمية التربية، ورفض الحاضرون الخوض في القضية، التزاما بكل تأكيد بتعليمات الإدارة. غير أننا استطعنا الحصول على بعض التفاصيل عن القضية، فحسب مصادرنا، فإنه في حدود الساعة الثالثة والنصف مساء وأثناء درس اللغة العربية لقسم السنة الثانية تكميلي، وقعت ملاسنات بين التلميذ والأستاذة، ما اضطرها لإخراجه إلى الرواق بحضور أحد المراقبين التربويين. وحسب ما علمناه، فإنه اشتدت الملاسنات ليقوم التلميذ بتوجيه لكمتين صوب وجه الأستاذة، سقطت إثرها أرضا ووجهها ينزف دما. الحادثة تلتها حالة توتر في المتوسطة، حيث خرج التلاميذ في حركة تضامنية مع زميلهم، فقاموا بتكسير زجاج بعض الأقسام، وخرجوا إلى الرصيف المقابل لمدخل الإكمالية، مرددين النشيد الوطني. وقد أودعت الأستاذة شكوى ضد المعتدي. من جهتهم، قام الأساتذة بالتوقف عن التدريس صبيحة أمس تضامنا مع زميلتهم. وحسب نفس المصادر، لم يسبق أن شهدت الإكمالية حادثا مماثلا، غير أنها تعيش حالة من التوتر في العلاقات بين التلاميذ والأساتذة والمؤطرين، لأن أغلبية التلاميذ أبناء إطارات، من بينهم إطارات في الشرطة يقيمون بالحي الوظيفي القريب، وحادثة أول أمس جرت بين تلميذ والده عون أمن في سلك الشرطة، والضحية (الأستاذة) زوجة إطار يعمل بالمجلس الشعبي الوطني. وأضافت نفس المصادر ''لا يجب تعميم ظاهرة استغلال التلاميذ لنفوذ أوليائهم، غير أن بعض العناصر تستغل هذا الوضع، ما أفرز علاقات متوترة بين الطرفين''.