أصدرت المحكمة الابتدائية بمحافظة سيدي بوزيد في تونس أمس، قرارا بالإفراج عن الشرطية فادية حمدي المتهمة بصفع محمد البوعزيزي مفجر ثورة 14جانفي التي أطاحت بالرئيس التونسي المخلوع زين العابدين بن علي. وقضت المحكمة بعدم سماع الدعوى في هذه القضية وأغلقت ملفها نهائيا، بعد أن قامت عائلة البوعزيزي بإسقاط الدعوى القضائية التي رفعتها ضد فادية حمدي. وجرى النطق بالحكم خلال جلسة مغلقة. ولم يفتح القضاء التونسي ملف الشرطية إلا بعد دخول الشرطية في إضراب مفتوح عن الطعام بالسجن، ووالداها في اعتصام مفتوح بمنزلهما. وذكرت محامية الشرطية أن كل الشهود في القضية نفوا أن تكون الشرطية صفعت البوعزيزي إلا شاهد واحد. واتهمت عائلة الشرطية نقابيين وسياسيين بالترويج للصفعة ''الوهمية'' في وسائل الإعلام العالمية من أجل إثارة الرأي العام المحلي وإطلاق شرارة الاحتجاج على نظام الرئيس المخلوع. إلا أن والدة محمد البوعزيزي قالت في وقت سابق إن فادية حمدي صفعت ابنها وشتمت أباه المتوفى عندما احتج على مصادرة الشرطة البلدية لعربة كان يبيع عليها الخضار في السوق دون حمل ترخيص بلدي. وأضرم محمد البوعزيزي النار في نفسه بعد أن سكب على جسمه البنزين أمام مقر محافظة سيدي بوزيد يوم 17 ديسمبر الماضي احتجاجا على رفض المحافظ قبوله لتقديم شكوى ضد أعوان الشرطة البلدية. واندلعت في تونس يوم 18 ديسمبر الماضي مظاهرات شعبية عمت في وقت لاحق كل مناطق البلاد وأدت إلى الإطاحة بنظام بن علي يوم 14 جانفي الماضي. وفارق البوعزيزي الحياة في الرابع من جانفي الماضي متأثرا بالحروق البليغة التي لحقته.