يبدو أن لعنة نظام مبارك ستطارد كل من كان يحلق في فلكه من قريب أو من بعيد، حيث حصد سجن طره وملفات الفساد العشرات ممن كانوا حوله، ومن بقي فسوف تلاحقه اللعنة بشكل مغاير، ومن هؤلاء الدكتور مصطفى الفقي الذي أعلنت مصر خلال الأيام الماضية ترشيحه لمنصب الأمين العام للجامعة العربية بعدما سحبت ترشحها لمفيد شهاب أحد رجال مبارك. وطالما حلم الفقي بأن يصبح وزيرا للخارجية المصرية أو مندوبا لها في الأممالمتحدة، بعدما شغل منصب مساعد وزير الخارجية لفترة طويلة، وكذلك منصب رئيس لجنة الشؤون الخارجية بمجلسي الشعب والشورى. إلا أن تلك الأحلام لم تحقق في حياة النظام السابق، فما كان من الفقي إلا أن سعى للترشح لمنصب أمين عام جامعة الدول العربية، وذلك بعد حالة من التحول السياسي ظهرت عليه خلال الثورة المصرية، حاول خلالها انتقاد نظام مبارك وطالبه بالرحيل، إلا أن ذلك لم يشفع له، حيث عبرت العديد من قوى المعارضة وفي مقدمتها شباب من مجلس الثورة عن رفضها ترشيح الفقي باعتباره أحد رموز نظام الرئيس المخلوع حسني مبارك. وقد تلقى الفقي ضربة قوية في مشوار حشد الأصوات المؤيدة لترشيحه، حينما أعلنت السودان رفض ترشيحه للمنصب المرموق، فقد قال سفير السودان بالقاهرة، الفريق أول ركن عبد الرحمن سر الختم، إن بلاده تتحفظ على ترشيح الدكتور مصطفى الفقي لمنصب الأمين العام لجامعة الدول العربية، وأرجع ذلك لأسباب قال إن الفقي على دراية بها. وأكد سر الختم أنه أبلغ وزير الخارجية المصري نبيل العربي خلال لقائهما بوجهة نظر السودان تجاه ترشيح الفقي. وأشار السفير إلى أن موقف السودان ليس له علاقة بمصر، ولكنه يأتي نتيجة لمواقف الفقي المعلنة في مراحل ماضية تجاه السودان. وعلى جانب آخر انتشرت الصفحات المناهضة لترشح الفقي على الفيسبوك، ووصفته بالمزور نظرا لتزوير الانتخابات البرلمانية لصالحه عام ,2005 كما قام مجموعة من الشباب أمس الأول بالتظاهر أمام جامعة الدول العربية لمطالبة مندوبي الدول العربية بعدم دعم الفقي. يأتي ذلك في وقت تنشر الدعوات لترشيح الدكتور محمد سليم العوا المفكر الإسلامي والسياسي، وكذلك الدكتور فخري طهطاوي أستاذ العلوم السياسية وحفيد رفاعة الطهطاوي. ومن جانبه نفى الفقي في تصريحات خاصة ل''الخبر'' أن يكون بينه وبين السودان أي مواقف عدائية، وقال ''أنا أكثر الناس اهتماما بالسودان وقضاياه وهمومه، وظللت مدافعاً عن عروبته وقوميته، وفي اعتقادي كما كنت أردد دائماً إنه شعب سياسي وذكي''. وأضاف متسائلا ''كيف يكون لي عداء مع دولة تعتبر توأم مصر، ووقفت إلى جانبها في مواقف عديدة على مر التاريخ، ولا تزال ركيزة أساسية لنا''.