عاش 12 جزائريا كانوا عائدين من هونغ كونغ، عبر خطوط شركة القطرية للطيران، الجحيم بمطار الدوحة، بعد أن رفضت مصالح الهجرة السماح لهم بالدخول إلى قطر للمبيت ليلة، في انتظار إصلاح عطب في الطائرة التي كانت تقلّهم إلى العاصمة الجزائر. الرحلة رقم 813 للقطرية الرابطة بين هونغ كونغ والجزائر مرورا بالدوحة، لم تمر بردا وسلاما على 12 جزائريا كانوا على متنها، فبعد محاولة إقلاع فاشلة، اضطر الركاب للانتظار ساعات لإعادة ركوب الطائرة للالتحاق بالعاصمة القطرية الدوحة، نقطة توقف الرحلة، قبل الالتحاق بالعاصمة الجزائر. فبعد رحلة دامت سبع ساعات، تم إعلام الركاب بأنه يتوجب عليهم انتظار 24 ساعة لإصلاح العطب، ما يعني المبيت في الدوحة، فقامت مصالح القطرية للطيران بأخذ جوازات سفر جميع الركاب لحجز غرف الفنادق، حسب ما تفرضه لوائح الجمعية الدولية للنقل الجوي ''اياتا'' وتذكرة السفر التي تعد عقدا بين المسافر وشركة النقل. غير أن مفاجأة ال12 جزائريا كانت كبيرة، عندما تم منعهم من الدخول إلى الأراضي القطرية مثل بقية المسافرين الحاملين لمختلف الجنسيات، حيث قام ممثل الشركة القطرية بإعادة جوازات السفر لهم، مؤكدا أن مصالح الهجرة في قطر رفضت منحهم إذن الدخول لأراضيها للمبيت ليلة قبل السفر في اليوم الموالي، وهو ما أثار غضب الجزائريين من هذا التمييز، فقاموا بإبلاغ مصالح السفارة الجزائرية، التي أشار متحدث عنها إلى أنه تم الاتصال بمسؤولين قطريين لحل المشكل. غير أن الساعات توالت وظل الجزائريون ومن بينهم امرأة، جالسين على كراسٍ غير مريحة ينتظرون الفرج. وأمام تعدد شكاويهم لم يجدوا أمامهم سوى عامل هندي زاد كيلا آخر على إهانة القطريين بقوله ''اذهبوا للإبحار على الفايسبوك لقتل الوقت''. بعد ذلك، جاء مسؤول في الشركة العربية، ليطلب منهم الانتظار حين يتم استبدال المسؤولين عن مصلحة الهجرة، فقد يقبل من يستخلفونهم منحهم التأشيرات، غير أن شيئا من هذا لم يحدث. وقبع الاثنا عشر مسافرا في مطار الدوحة 24 ساعة كاملة، استفادوا فيها من وجبة غذاء ووعدوا بالالتحاق بالعاصمة الجزائر عبر الدرجة الأولى، وهو ما اعتبره هؤلاء تعويضا ''رخيص الثمن'' مقابل الإهانة التي واجهوها. وطالب بعض الضحايا الذين تحدثنا إليهم، بإعادة الاعتبار لجواز السفر الجزائري، الذي ''أهين من قبل دولة شقيقة''، تستفيد شركاتها من تسهيلات الاستثمار في بلدنا، وبالمقابل لا تتردد في إهانة أبنائه على أراضيها.