لا نملك وزارة ثقافة بل مجرد مديرية كشفت فلّة عبابسة أنها تحضّر لأغنية جديدة مع الملحن المصري عصام كاريكا، بعنوان ''وحشاني يا مصر''، التي ستعود بها إلى هذا البلد، بعد رفع اسمها مؤخّرا من قائمة الممنوعين من دخوله. واتهمت فلة في حوارها مع ''الخبر''، مسؤولين مصريين، وأقارب للزعيم الليبي معمّر القذافي، بالتورط في قضيّة سجنها، كما شنّت هجوما لاذعا على وزارة الثقافة، قائلة أن أداءها لا يرقى إلى عمل مديرية محليّة. بعد السماح لك بدخول مصر مجدّدا، هل تلقّيت دعوات لإقامة حفلات هناك؟ بمجرّد سقوط نظام مبارك، اتصل بي عدد من الفنانين المصريين، منهم العضو بنقابة الفنانين جمال سلامة. وجميعهم قالوا لي: ''مبروك، البلد بلدك''، وأنا أحضّر لإقامة عدّة حفلات في القريب العاجل، منها حفلة بدار الأوبرا. هل تحضّرين أغنية بالمناسبة؟ نعم؛ أعكف حاليّا على التحضير لأغنية بعنوان ''وحشاني يا مصر''، وهي من تلحين الفنّان المصري عصام كاريكا. ستكون الأغنية هديّة متواضعة منّي لمصر والمصريين، وتعبيرا مني عن وقوفي إلى جانب هذا البلد، الذي أتمنّى له أن ينعم بالاستقرار، وبمستقبل أفضل. كما أنها تهدف إلى تشجيع السياحة بعد نجاح الثورة، حيث أقوم بذكر مجموعة من الأماكن المعروفة. وسأصوّرها على طريقة الفيديو كليب، بمجرّد الانتهاء من تسجيلها قريبا. من كتب الأغنية؟ الأغنية كتبها سامي فرج، وهو كاتب مصري معروف، سبق أن كتب لراغب علامة، وغيره من الفنانين. أما كلماتها فتقول: ''مشتاقة تاني أشوف ناسي يا مصر يا بلد المواويل/ أنا لسّة فاكرة ومش ناسية، عدّتنا سوا على شط النيل/ رحنا الهرم وركبنا الخيل، وعدينا على أهل المغنى/ شارع محمد علي يا جميل، عن أهلي ماقدرش استغنى''. كيف تتوقّعين أن يستقبلك جمهورك في مصر؟ أنا واثقة بأن لقائي بالمصريين سيكون رائعا. لديّ جمهور كبير في مصر يحبّني ويكنّ لي كلّ التقدير، وقد عرفني من خلال ألبوم ''تشكّرات''، وبعدها ''أهل المغنى''. الكثيرون هناك أبدوا لي تعاطفهم معي، وأسفهم لحرماني من زيارة بلدهم طيلة هذه السنوات. وبدوري أحضّر لعودة تكون في مستوى هذا اللقاء، وردّ اعتباري كفنانة، وإنسانة لحقها ظلم كبير. بالعودة إلى قضيّة منعك من دخول مصر، اعتبر البعض كلامك عن تورّط النظام السابق غير مقنع؟ هؤلاء يعرفون أنني دخلت مصر كفنانة، وكنت أدخل بيوت الجميع، قبل أن أجد نفسي متّهمة بأمر لا علاقة لي به من قريب ولا من بعيد. وأتذكر ما قاله القاضي لي ''يا الله يا فلة امسحي دموعك، أنا واثق من براءتك''، قبل أن يرجع ويحكم عليّ بالسجن رفقة 15 شخصا آخرين، بعد أن تعرّض لضغوط. وقد مُنعت من الدخول لأنهم يعرفون أن عودتي تعني فتح الملفّ من جديد وإثبات براءتي، لكنهم لم يمنحوني الفرصة. لقد تورّط في القضيّة مسؤولون مصريّون بارزون، وبعض من أقارب القذّافي، وسأكشف الحقائق كاملة في الكتاب الذي أعكف على إعداده. هل تعاقدت مع شركة إنتاج جديدة؟ لا، أعتقد أنه حان الوقت لإحداث تغيير في الساحة الفنيّة، على غرار التغيير الذي يحدث على الساحة السياسية. فكما قمنا بثورة ضدّ الفساد السياسي والمالي، يجب أن نقوم بثورة ضدّ الفساد الفنيّ. وحين أقول الفساد الفنّي، فأنا أتحدّث عن العري المتفشّي في فضائياتنا العربيّة، والأغاني الهابطة التي باتت تشوّه الذوق العام وتسيء إليه. وبالطبع، لا أتحدّث هنا عن التلفزيون الجزائري، لأنه، والحمد لله، نظيف، ويمكن أن تشاهده العائلة الجزائرية مجتمعة، دون أن يخدش حياءها. ما جديدك على الساحة الفنية الجزائرية؟ سأحيي، خلال الصائفة، حفلين بكل من وهران، وتلمسان في إطار ''عاصمة الثقافة الإسلامية''. لكن، دعني أشير إلى أنّ الأجواء السائدة لا تشجّع على العمل والإبداع. إننا بحاجة إلى شبّاك جديد تطل منها شمس الثقافة والفن. نحن قادرون على الاعتماد على أنفسنا، وعلى فعل الكثير، ومن المعيب أن تذهب الفنانة الجزائرية للتوسل لدى المشارقة. للأسف نحن لا نملك وزارة ثقافة، لدينا مديرية ثقافة تقتصر على العمل المحلي، ولا توصل صورتنا وتراثنا إلى العالم، رغم أن الجزائر من أكثر البلدان غنى في المجال الثقافي.