تفشي حوادث السرقة والاعتداءات مع استمرار انتفاضات التغيير موازاة مع تواصل انتفاضات التغيير بتونس، وانعكاساتها على السياحة هناك، واستنادا إلى حوادث أمنية سُجّلت ضد الجزائريين، تتوقع مصالح شرطة الحدود والجمارك الجزائرية تراجع حركة العبور هذه الصائفة من وإلى تونس، وكذا تغيير العائلات الجزائرية في المهجر خطوطها البحرية، التي كانت في السنوات السابقة عن طريق الموانئ التونسية. تفيد كل المعطيات المنقولة عن شهادات وانطباعات الكثير من الأفراد والجماعات المضطرة، لحالات استثنائية، للتنقل إلى تونس والعودة منها، عن تداعيات الانتفاضات الشعبية المتواصلة بتونس وانعكاساتها السلبية في جانبها الأمني، ومن ذلك انتشار ظاهرة الاعتداءات المسجلة في عدة مدن تونسية من قِبل جمعيات أشرار استهدفت الكثير من الجزائريين، لتسلبهم ممتلكاتهم وأموالهم تحت طائلة التهديد بالسلاح الأبيض ، نتيجة ضعف التغطية الأمنية. وتؤكّد ذات الشهادات، سواء منها التي تلقيناها من الضحايا في زياراتهم واتصالاتهم بمكتب '' الخبر'' في الطارف ، أو التي جمعناها من مصالح شرطة الحدود والجمارك الجزائرية بمعبري الحدود أم الطبول والعيون، بناء على تصريحات جزائريين عائدين من تونس، فإنه لم يعد بالإمكان، كسابق العهد الأمني بالمدن التونسية، الإئتمان على ترك السيارات في الشارع والمواقف غير المحروسة، أو التجوال في الأماكن المعزولة. ومقابل ذلك تجمع ذات الشهادات والدعاية التونسية التي وصل نطاقها إلى المواقع الحدودية، المتعلقة بالترويج السياحي الموجه أساسا لضمان استقطاب السياح الجزائريين بنفس التعداد، كما السنوات الماضية مع إغراءات وتحفيزات خدماتية في الإقامة والتنقل والترفيه والتسلية، بتخفيض الأسعار وتنويع المتعة السياحية، مع شهر رمضان حسب طقوس وعادات العائلات الجزائرية. وبالنظر إلى الإحصائيات الأخيرة التي سجلتها مصالح الجمارك الجزائرية وشرطة الحدود شهر أفريل المنصرم والأسبوع الأول من شهر ماي الجاري، فإن تعداد حركة العبور لم يتجاوز 50 شخصا في اليوم، وهي التنقلات التي لها علاقة بحركة التبادل التجاري وبالحالات الاضطرارية خارج الأغراض السياحية، مقارنة بحركة العبور في ذات الفترة في السنوات الأخيرة، والتي كانت تتجاوز 500 شخصا في اليوم. واستنادا لهذه المعطيات تتوقع مصالح الجمارك الجزائرية وشرطة الحدود، والمختصون المتتبعون لحركة العبور الحدودي، أن يتراجع عدد السياح الجزائريين باتجاه تونس إلى أدنى مستوى، وقد لا يتجاوز مع بداية العطلة الصيفية 300 شخصا في اليوم، وهو الذي كان سابقا في حدود 4000 شخصا شهر جوان وارتفع إلى 7000 شخصا، شهري جويلية وأوت ، بل وتجاوز 10 آلاف شخص في اليوم عند نهاية الأسبوع لذات الفترة حسب الإحصائيات الرسمية. وعلمنا من الجهات التونسية المعنية بالأسفار والسياحة تخوفاتها من تغيير العائلات الجزائرية بالمهجر خطوطها البحرية، من المدن الأوروبية رأسا إلى الموانئ الجزائرية، وهي التي كانت بالمئات تفضّل الموانئ التونسية كنقطة عبور في طريق دخولها التراب الجزائري والعودة بنفس الكيفية. ومما أثار هذه التخوفات التونسية حصول الوكالات السياحية على معلومات رسمية من مدن الضفة الشمالية للمتوسط ، تؤكد غياب عمليات الحجز المسبق للعائلات الجزائرية على الخطوط البحرية باتجاه الموانئ التونسية، كما كانت عليه في السنوات السابقة وفي مثل هذه الفترة ولجوء الجزائريين في المهجر إلى البحث عن البديل الآمن ، المتمثل في العودة رأسا إلى أرض الوطن وتفادي القطر التونسي.