نرفض تأجيل الانتخابات المقررة في 24 جويلية المقبل اعترفت مي الجريبي، الأمينة العامة للحزب الديمقراطي التقدمي في تونس، بوجود تخوف واسع من سعي أطراف لجعل الدين مرجعية لها، معتبرة في الوقت ذاته أن ''العروبة والإسلام يشكلان هوية تونس، وهما ليسا محل جدل على الإطلاق''. وفي خضم الجدل الدائر حاليا في تونس عقب التصريحات الاستفزازية لوزير الداخلية السابق، فرحات الراجحي، حول دور مفترض للجيش لتوقيف صعود الإسلاميين في الانتخابات المقبلة، تعاطت مي الجريبي مع أسئلة ''الخبر''، خصوصا أن الحزب الديمقراطي التقدمي من أبرز الأحزاب العلمانية في تونس. وفي هذا السياق، قالت الجريبي بشأن حديث الشارع والإعلام عن صراع كبير بين الإسلاميين والعلمانيين في تونس ما بعد بن علي، ''لا وجود لهذا الصراع بمفهومه السلبي، ولكن هناك اختلافا في وجهات النظر''. وفصلت الجريبي بالقول: ''الشعب التونسي عربي مسلم، وهما رافدان يشكلان هويته، ولا مجال للنقاش في هذا الأمر، سوى أن هناك تخوفا واسعا من أن تكون هناك أطراف (لم تسمها) تسعى لجعل الدين مرجعية المجتمع''. وتابعت مي الجريبي في حديثها ل''الخبر'' شرحها لهذه المخاوف بالقول: ''هناك تخوف من التراجع عن مكاسب اجتماعية وتخوف من التراجع عن النمط الاجتماعي والاقتصادي الذي انخرطت فيه تونس منذ قرنين من الزمن''. وسألت ''الخبر'' المتحدثة ماذا تقصد بكلامها، فأوضحت: ''أقصد المكتسبات التي حققناها منذ عهد الوزير المصلح خير الدين باشا التونسي''. وبخصوص قراءتها للاحتجاجات الشعبية الأخيرة، انتقدت الأمينة العامة للحزب الديمقراطي التقدمي ضمنيا تصريحات الراجحي، وقالت: ''هذه الاضطرابات جاءت عقب تصريحات الراجحي التي أثارت البلبلة وعززت نعرات الجهوية والإحباط''. قبل أن تضيف: ''علينا أن نقر أن هذه الاضطرابات جاءت في سياق إحباط عام، وتصريحات الراجحي فجرت الوضع''. وطالبت الجريبي الحكومة ''بضرورة تفهم دواعي الاضطرابات الشعبية التي رغم خطورتها إلا أنها تمثل وضعا طبيعيا بعد الثورة، فهناك شعور بالانشغال حول طبيعة المسار السياسي لما بعد الثورة''. وقالت الجريبي: ''علينا كأحزاب أن نطمئن الشعب بخصوص بناء الشرعية، وفي رأيي الطريق الوحيد لبنائها هو التمسك بيوم 24 جويلية المقبل كموعد للانتخابات''. وفي هذا الإطار، أوضحت مي الجريبي: ''نرفض تأجيل الانتخابات، لأن هذا اليوم هو يوم يقول فيه الشعب كلمته، وهو يوم يؤسس لإعادة الثقة في نفوس التونسيين، ولإعادة الثقة لدى رجال الأعمال بشأن مستقبل الوضع الاقتصادي في البلد''. وترى المتحدثة أن الحكومة مدعوة للقيام بجملة من الإجراءات السريعة في هذا الظرف الصعب ''كتوزيع الإعانات المالية على العائلات الفقيرة، خصوصا أن الجميع يعلم بأن الحكومة رصدت مبالغ مالية لهذا الغرض، ولكن لا يعلمون لما تأخر توزيعها''.