أكثر من 95 بالمائة من المذابح لا تستجيب لمعايير النظافة والحفظ حذرت النقابة الوطنية للبياطرة، من كارثة صحية تهدد مستهلكي اللحوم مع حلول الصيف، بسبب انعدام غرف التبريد على مستوى المذابح، كما أن أكثر من 95 بالمائة منها لا تستجيب للمعايير المعمول بها، حسبها، ناهيك عن الاعتداءات التي يتعرض لها البياطرة يوميا بالأسلحة البيضاء، مما يفسر قرار شن إضراب وطني سيعلن عن تاريخه بعد غد. يعقد المجلس الوطني لنقابة البياطرة بعد غد الخميس، دورة طارئة للفصل في تاريخ ومدة الإضراب الوطني الذي تقرر استئنافه ردا على ''إخلال'' الوصاية بالتزامها القاضي بإدراج مقترحات ممثلي هذا السلك المتعلقة بالمنح والتعويضات. وكشف الأمين العام للنقابة محمد دحماني ل''الخبر'' في هذا الإطار، عن جلسة عمل جمعت مؤخرا مسؤولي كل من وزارة الفلاحة ومديرية الوظيفة العمومية، تم خلالها إيداع ملف المنح والتعويضات على مستوى مصالح هذه الأخيرة. وحسب محدثنا، فإن مسؤولي الوصاية وجّهوا دعوة إلى ممثلي النقابة لإطلاعهم على مضمون الملف، ليتضح بعدها يقول، بأنه لم يتم إدراج مقترحات ممثلي البياطرة بعد أن حددت الوزارة زيادات لا تتجاوز سقف 65 بالمائة من الأجر الأساسي. وبناء على هذه المعطيات، اتهمت نقابة البياطرة، مسؤولي وزارة الفلاحة ب''التلاعب'' باعتبارهم وعدوا في لقاء جمعهم سابقا مع ممثليها بإدراج مقترحاتها الخاصة بالنظام التعويضي، لتدارك ''الإجحاف'' الذي تضمّنه القانون الأساسي، على اعتبار أن الزيادات التي انبثقت عنه لم تتجاوز 4 آلاف دينار مقابل 6500 دينار لفئة المهندسين الفلاحين. وكانت النقابة قد طالبت بنسبة 95 بالمائة من الأجر الأساسي، من خلال إضافة منحتي التفتيش والمراقبة و العمل الدائم، ورفع قيمة منح العدوى والتوثيق والمردودية الموجودة حاليا بهدف تحقيق هذا ''التوازن''، غير أن مصالح الوصاية، يقول الدكتور دحماني، لم تراع هذا المقترح، مما يفسر قرار العودة إلى الاحتجاج الذي سيفصل في طبيعته وموعده أعضاء المجلس الوطني الذين سيجتمعون بعد غد الخميس. من جهة أخرى، انتقد الأمين العام للنقابة مضمون مشروع القانون الجديد الخاص بعمال البلديات، في قسمه الخاص بالبياطرة، باعتباره أحدث انقساما في صفوف هذه الفئة، بفصلها عن باقي البياطرة، فقد تم استحداث قانون خاص بالبياطرة الذين يعملون على مستوى المجالس البلدية دونا عن باقي البياطرة، مما اعتبره أمرا خطيرا ومحاولة لإحداث شرخ في هذا السلك، حيث يمثل هؤلاء أكثر من 15 بالمائة من مجموع البياطرة المنتشرين عبر الوطن. وحذّر محدثنا من كارثة صحية خطيرة تهدد مستهلكي اللحوم تزامنا مع حلول الصيف، بسبب الوضع ''المزري'' للمذابح المنتشرة على المستوى الوطني. وقال بأن أكثر من 95 بالمائة من هذه المذابح لا تستجيب لشروط النظافة والحفظ، باعتبارها تنعدم إلى غرف التبريد، في وقت يتحمل البيطري المسؤولية الجزائية في حالة حدوث تسمم.