شكك فتح الله أرسلان، الناطق باسم جماعة العدل والإحسان المحظورة بالمغرب، في خطوة القصر الملكي الانضمام إلى مجلس التعاون الخليجي، مؤكدا أن ''المغاربة لهم اهتمامات أخرى تختلف عن اهتمامات القصر، الذي لديه حسابات أمنية على ما يبدو لها علاقة بما يعتبرونه التهديد الإيراني''. وقال فتح الله أرسلان، القيادي في جماعة العدل والإحسان، في اتصال هاتفي مع ''الخبر'' من المغرب، تعليقا على خطوة المغرب للانضمام رفقة الأردن إلى مجلس التعاون الخليجي، أن ''هذا التحرّك جاء في ظروف استثنائية وبسرعة كبيرة لم تسمح لنا بمعرفة خلفيات هذا التحرك، ولهذا نحن نطرح تساؤلات عميقة بهذا الخصوص''، موضحا بالقول ''لسنا ضد تكاتف الجهود العربية من حيث المبدأ، ولكن من حقنا أن نعرف ما هي الدوافع الحقيقية لمثل هذا التقارب بين الخليج والمغرب''. وواصل المتحدث باسم العدل والإحسان عرض مخاوفه بالقول ''الأوضاع في المغرب تختلف جملة وتفصيلا عن دول الخليج، فنحن أقرب إلى أوروبا وأقرب إلى إسبانيا أكثر، وهذه الأمور تجعل اهتمامات المغاربة مختلفة''، مضيفا في شق آخر أن ''التكتل المغاربي هو الأساس قبل أن ننفتح على تكتلات أخرى، ولهذا نحن نطالب بالانفتاح على الدول المغاربية أولا''. وأوعز المتحدث إلى ضرورة الانتظار حتى تنكشف المعطيات بوضوح، مشيرا إلى وجود تخمينات لا يمكن الجزم في صحتها تتعلق ''بتهديد إيراني للممالك العربية، وبانضمام المغرب والأردن إلى مجلس التعاون الخليجي ستقوى شوكة هذه الملكيات في مواجهة إيران''. ووصف أرسلان سعي المغرب للانضمام يدخل في إطار ''حسابات ذات أبعاد أمنية استراتيجية تهم القصر الملكي''. وفيما تعلق بالحراك الشعبي في ظل حركة 20 فبراير التي تشارك فيها حركة العدل والإحسان المحظورة، وردا على سؤال ''الخبر'' حول أسباب عدم فعالية الحركة مقارنة بما جرى في دول أخرى، قدّر فتح الله أرسلان أن ''العكس هو الصحيح، حيث نجحت الحركة في تجنيد المغاربة في أكثر من 100 مدينة وقرية في مختلف نقاط التراب المغربي''، مؤكدا أن ''الحركة تنضم إليها كل يوم أطياف مختلفة من المجتمع المغربي التي تطالب بالتغيير، حيث يجري التحضير لمسيرات الأحد المقبل''. وبخصوص أهم المطالب التي تلتقي فيها حركة العدل والإحسان مع حركة 20 فبراير، قال أرسلان ''إسقاط الاستبداد، ومحاكمة المفسدين وإسقاط الحكومة والبرلمان''، وعن الموقف من الداعين لإقامة ملكية برلمانية في المغرب شبيهة بالنموذج الإسباني، قال المتحدث ''نحن نريد للحاكم أن يُحاسب وأن يُختار من طرف الشعب ولا تهمنا التسميات''. أما بشأن علاقة جماعة العدل والإحسان مع القصر، في ظل حديث عن إرسال الملك محمد السادس لمبعوثين عنه للقاء الزعيم الروحي عبد السلام ياسين، فنفى المتحدث باسم الحركة، فتح الله أرسلان، هذه المعلومات وقال ''ليس هناك تواصل ولا توجد أية قناة حوار، ومازالت هناك قطيعة، وهم منذ مدة طويلة يحاولون منعنا من عقد لقاءاتنا كالعادة، ومازلنا نتعرض للحصار والمضايقات''.