خطرالجرعة أنهالا تخفض نسبة السكر في الوقت اللازم وجهت وزارة الصحة تحذيرات شديدة اللهجة إلى مخابر ''نوفافارم'' تبعا لاكتشاف خطأ في دواء ''فلوكوفاج'' المضاد للسكري، حيث تم وضع جرعة 500 ملغ عوض 850 ملغ الموجهة للمرضى البدناء، وطالبت الوزارة المخبر المنتج بتقرير مفصل حول الإجراءات التي اتخذها باعتباره لم يقم بسحب الدواء لحد الآن رغم مراسلات مديرية الصيدلة. بعد أقل من أسبوع من فضيحة إغراق الصيدليات بإبر مغشوشة لقياس نسبة السكر في الدم'' أكو تشاك لونست''، الذي بيع في الصيدليات على أنه المنتوج الأصلي المصنّع من قبل مخابر روش تحت اسم ''أكو تتشاك سوفت كليكس''، فجرت مراسلة حصلت ''الخبر'' على نسخة منها لمديرية الصيدلة فضيحة أخرى تمس نفس الشريحة من المرضى، لكن هذه المرة المخبر المنتج هو من يتحمل المسؤولية باعتبار أن الخطأ مس جرعة الدواء. ويتعلق الأمر بأقراص ''فلوكوفاج'' من نوع 850 ملغ الموجهة لمرضى السكري البدناء، حسبما تضمنته مراسلة موقعة من طرف مدير الصيدلة على مستوى وزارة الصحة موجهة إلى المدير العام لمخابر ''نوفافارم'' بتاريخ 25 ماي المنصرم، تضمنت تذكيرا بتحذيرات كانت قد وجهتها نفس المصلحة إلى هذا المنتج، لسحب الدواء المضاد للسكري من الصيدليات بسبب الخطأ الفادح الذي مس الجرعة، حيث تم وضع جرعة 500 ملغ عوض 850 ملغ. وبناء على هذا الخلط الخطير، حذرت وزارة الصحة من خلال مدير الصيدلة، مخابر ''نوفافارم'' صاحبة الدواء، باعتبارها لم تعجل بسحب جميع الكميات المتداولة على مستوى الصيدليات لحد الآن، رغم المراسلات السابقة، و لم تتوقف تحذيرات مدير الصيدلة عند هذا الحد، بل طالب المدير العام للمخبر بتقرير مفصل حول الإجراءات التي اتخذتها مصالحه لمعالجة المشكل، وأمره بالسحب الفوري للكميات المتبقية في السوق. وتستعمل أقراص ''فلوكوفاج'' لضمان توزان في نسبة السكر في الدم، كما أنه يساعد على إفراز مادة الأنسولين من البنكرياس، خاصة بالنسبة للمرضى البدناء، وكثيرا ما يتم تناول هذه الأقراص بالموازاة مع حقن الأنسولين عندما تتجاوز نسبة السكر في الدم 3 غرامات، وتتمثل خطورة الخلط الذي حصل في الجرعة، في عدم فعالية ونجاعة الأقراص حيث يتم استعمالها على أنها من نوع850 ملغ، إلا أن تناولها لا يؤدي الدور المنوط، حيث لا يتم تخفيض نسبة السكر في الوقت اللازم، ما يعرض حياة المريض للخطر. من جهتها، حملت الفيدرالية الوطنية لمرضى السكري، على لسان رئيسها بوستة نور الدين، المخبر الوطني لمراقبة الدواء مسؤولية الخلط الخطير الذي حصل، وتساءلت عن دور هذه الهيئة التي من المفروض أن تكون قد راقبت وحللت عينات من الأقراص، باعتبارها تباع بشكل عادي في الصيدليات. واعتبر محدثنا هذا الخطأ بمثابة فضيحة ثانية في أقل من أسبوع، ضحيتها مرضى يعانون يوميا من أجل توفير الدواء المضاد للسكري. ليس هذا فقط -يضيف- فأقراص ''فلوكوفاج'' موجهة أساسا إلى مرضى السكري المعوزين باعتبار أنهم يتحصلون عليه مجانا، ما جعله يوجه تحذيرات إلى هذه الفئة للتحلي بالحيطة والحذر ومقاطعة هذا الدواء إلى غاية الإعلان عن نتائج التحقيق. وطالب مصالح الوزارة بتشديد الرقابة على المخابر الأجنبية ومتابعة عمليات توزيع وتسويق الأدوية حماية للمرضى.