مراسلة من الوصاية إلى مديريات الصحة والصيدليات لسحب الإبر المغشوشة مخبر روش يطمئن المرضى بأن التقليد لم يمس سوى الإبر فتحت مصالح الأمن تحقيقا لتحديد الجهات المتورطة في فضيحة إغراق الصيدليات بإبر لقياس نسبة السكر في الدم مغشوشة، تبعا للمقال الذي نشرته ''الخبر''، بعد أن تبين، حسب التحريات الأولى، بأن مصالح وزارة الصحة لم تؤشر على دخول الإبر إلى التراب الوطني، بمعنى أنها عبرت الحدود بطريقة غير شرعية. قال مصدر مسؤول في وزارة الصحة، ل''الخبر''، إن مصالح هذه الأخيرة وجهت مراسلة إلى جميع مديرياتها وكذا مختلف الوكالات الصيدلانية التابعة لها والمنتشرة عبر الوطن، بتاريخ 17 ماي، للتعجيل في سحب الإبر المغشوشة من الصيدليات. وأكد بأن جميع الإبر التي تم تسويقها ولم تستعمل بعد، استرجعت من طرف الصيادلة، باعتبار مرضى السكري زبائن عند هؤلاء، وبالتالي فإنه من السهل تحديد هويتهم، وذلك بالتنسيق مع النقابة الوطنية للصيادلة الخواص التي ساهمت كثيرا في تجنيد مهنييها. وحسب نفس المصدر، فإن الوزارة لا يمكن أن تراقب المواد الصيدلانية التي تدخل الجزائر على أنها مواد أخرى، وهو ما بينته التحريات الأولى التي قامت بها، حيث أن المخبر الوطني لمراقبة الدواء هو الجهة الوحيدة المخولة بالسماح للمواد الصيدلانية بعبور الحدود الوطنية، وبعده الإدارة المركزية التي تمنح التصريح، وهو شرط أساسي لجمركة هذه المواد. غير أن هذه المصالح، يضيف، لم تؤشر على الإبر المغشوشة، ما يعني أنها دخلت السوق الوطنية بطريقة غير شرعية، حيث أنها لم تخضع لعمليات الجمركة، ما يطرح أكثر من سؤال حول الجهة التي أغرقت الصيدليات بهذا المنتوج المقلد. ليس هذا فقط، فقد تطرق المصدر المسؤول الذي تحدث إلينا، إلى الجهة التي قامت بتوزيع الإبر المغشوشة على الصيدليات، وهو ما تحاول مصالح الأمن معرفته حاليا للتوصل إلى الجهة المتورطة في إدخال المنتوج إلى الجزائر. ومعنى هذا، حسب ذات المصدر، أن التحقيق سيمتد إلى الصيدليات، باعتبارها تتعامل مع شبكة توزيع معروفة وثابتة. وفي حال الوصول إلى الجهة المتورطة، فإن الصيدليات التي سوقت الإبر غير مسؤولة تماما عن هذه التجاوزات، والعكس صحيح إذا ما ثبت بأن هؤلاء الصيادلة تحصلوا على الإبر بطرق ''خاصة''. روش: ''عملية التقليد لم تمس جهاز قياس السكر بل الإبرة فقط'' وجه مخبر ''روش ديافنوستيك'' تطمينات إلى مرضى السكري، أكد من خلالها بأن عملية التقليد المسجلة لا علاقة لها بجهاز قياس السكر ''أكو تشاك'' ولا بالعلب الحاوية للشرائط، كما أنها لا تعني كذلك قلم السكري ''أكوتشاك'' بل تعني فقط الإبر. وتباع هذه الإبر، حسب بيان تلقت ''الخبر'' نسخة منه، مفصولة عن جهاز قياس السكري وعلب الشرائط وقلم السكري ذي الوخز الذاتي، وبالتالي فإن عملية التقليد مست فقط علب الإبر، علما أن المنتوج المقلد يحمل اسم ''أكو تشاك لونست''. أما المنتوج الأصلي والمصنّع من قبل مخابر روش فيحمل اسم ''أكو تشاك سوفت كليكس''، كما أن علب الإبر الأصلية تحمل أيضا المراجع التالية: ''كليكس موسيون'' ورمز مخابر روش وكذا عنوان الإدارة العالمية لمخابر روش للسكري المتواجدة بمدينة ''مانهيم'' الألمانية. وقال البيان إن مخابر روش بمجرد ما علمت بتسويق هذه المواد المقلدة بادرت بإعداد تقرير تحليلي للوضع، ليتأكد بأن الإبر المقلدة لم تصدر عن أي موقع من مواقع الإنتاج الخاصة بمخابر روش، كما تم إعلام السلطات الصحية بالجزائر برسالة رسمية تم إرسالها بتاريخ 24 أفريل المنصرم. وحسب ذات الوثيقة فإن ''الحرص على صحة المواطن يمثل محل اهتمام استراتيجي بالنسبة لمخابر روش، وهو خيار يفرض قانون أخلاق صارما ومجهودا دائما في إطار البحث التنموي، بهدف وضع مواد طبية حديثة الابتكار وأكثر فعالية وأمانا للمريض..''.