سيكون ملعب مراكش ليلة اليوم مسرحا لمواجهة خاصة بين المدرب الجزائري عبد الحق بن شيخة ونظيره البلجيكي إيريك غيريتس مدرّب منتخب المغرب على خط التماس لمعرفة من سيبقى على رأس العارضة الفنية للمنتخب الذي سيشرف عليه، باعتبار أن الهزيمة تعني بالضرورة بالنسبة للتقني الخاسر الاستقالة أو الإقالة. إذا كان المدرب الوطني عبد الحق بن شيخة لم يعلنها صراحة في خرجاته الإعلامية بأنه سيرحل في حالة فشله في العودة إلى الديار بنتيجة تبقي الخضر في سباق كسب تأشيرة التأهل إلى كأس أمم إفريقيا لعام 2012 من المجموعة الرابعة، فإن المدرب البلجيكي للمغرب إيريك غيريتس، قالها علانية في الندوة الصحفية التي عقدها قبل أربعة أيام من الآن بمراكش، قائلا ''أمضيت على عقد مع الاتحادية المغربية، فيه بند يتعلق بمغادرتي للعارضة الفنية في حالة فشلي في تأهيل المنتخب إلى الدورة النهائية للمنافسة الإفريقية''.. بمعنى أن غيرتس وبن شيخة من أمامهما معركة مراكش وضرورة الفوز بها، ومن ورائهما الإقالة وعليهما الاختيار في النهاية. البلجيكي استفاد من كامل تعداده في التدريبات المدربان بن شيخة وغيرتس حضّرا بطريقة جيدة ل90 دقيقة، حيث اختار الأول مركز لامونغا كلوب بمورسيا بإسبانيا لإجراء التربص، في حين فضل الثاني مراكش للتحضير حتى يدخل لاعبيه في أجواء المقابلة منذ انطلاق التربص. وفي هذه النقطة الأفضلية كانت للمدرب البلجيكي إيريك غيرتس الذي استفاد من سبع حصص تدريبية بتعداد مكتمل، عكس نظيره الجزائري الذي استفاد من أربع حصص بتعداد مكتمل. وبالتأكيد، حاول كل مدرب خلال الفترة التحضيرية تحفيز لاعبيه بكل ما أتيح له من قوة، ولاسيما أن العامل النفسي مهم ولازم في مباريات ''الداربي'' التي تحسم بجزئيات قد تكون بسيطة في بعض الأحيان. العامل النفسي يرجح الكفة لبن شيخة من الناحية النفسية يمكن القول إن الجزائري بن شيخة نجح في ترجيح الكفة له، ولاسيما أنه استطاع أن يتحكم، لحد كتابة هذه الأسطر في المجموعة بطريقة سليمة، على عكس نظيره المغربي الذي كسر لاعب كوينس بارك رانجرز الإنجليزي ليلة أول أمس كل العمل النفسي الذي قام به على مدار سبعة أيام كاملة. فمغادرة تاعرابت مقر التربص قبل ساعات قلائل عن الموعد الفاصل، يمكن اعتباره بالضربة الموجعة ليس للمدرب غيرتس فحسب، وإنما لكل العناصر المغربية التي تأثرت هي الأخرى بهذه الحادثة. ورغم ذلك، حاول غيرتس إعادة تحفيز لاعبيه على أمل إدخالهما من جديد في المقابلة، ومن ثمة نسيان القنبلة، محاولا جعلها سلاحا ذا حدين. تعادل تكتيكي على طول الخط أما من الناحية التكتيكية، فالظاهر أن لكل مدرب تصوره الشخصي للمقابلة والخطة التي سيعتمد عليها، حتى إنهما يشتركان في متاعب مست المنتخبين، ونقصد بها شبح الإصابات الذي طارد لاعبي المنتخبين من أمثال كريتيان بصير وبرابح من جانب المغرب، وكذا فديورة وجبّور من الجزائر، وهو الشبح الذي يؤثر مباشرة على الخطة التي كان يتصورها كل مدرب. ومهما حاولنا التفصيل في نقاط قوة وضعف كل مدرب، فإن الباروميتر الوحيد لقياس الحرارة هو ميدان مراكش الذي سيعلن اليوم بعد ال90 دقيقة من الفائز ومن الخاسر.