قال الدكتور حميد مقدم، إن الشريط الوثائقي الذي أخرجه سعيد عولمي في السنوات الأخيرة، وتناول واقع المنفيين الجزائريين في كاليدونيا الجديدة، ركّز بشكل مبالغ فيه على العاطفة وتجاهل الجوانب الأخرى من حياة أحفاد هؤلاء المنفيين. وأضاف مقدم، أمس، خلال لقاء مع طلبة معهد التاريخ بجامعة الجزائر 2، أن أحفاد المنفيين الجزائريين يعيشون حياة سعيدة رغم كل شيء، ويشكّلون أقلية فاعلة في الجزيرة، وتمكنوا من التأقلم وفرض الذات. واعتبر الدكتور مقدم، وهو أحد أحفاد المنفيين الجزائريين، أن المواطنين الكاليدونيين من أصول جزائرية، ليسوا بحاجة لمساعدات مادية بل لبعثات روحية وثقافية، تجعلهم يستعيدون علاقتهم بالدين الاسلامي واللغة العربية. وأوضح المؤرخ دحو جربال، أن المنفيين الذين نقلوا إلى كاليدونيا الجديدة، بعد فشل ثورة الشيخ المقراني سنة1870، عادوا كلهم إلى الجزائر، في مطلع القرن العشرين، في ظروف قاسية جدا. وتكمن مأساة هؤلاء، حسب جربال، في كونهم عبارة عن أشخاص نقلوا إلى جزيرة نائية، تبعد عن الجزائر 22 ألف كيلومتر،عنوة، وبالتالي ليسوا من المهاجرين العاديين.