قال الأستاذ حميد مقدّم، أول أمس، إن عدد الجزائريين في كاليدونيا الجديدة بلغ حاليا سبعمائة حفيد. موضحا أن بعضا من المنفيّين الجزائريين الأوائل عادوا إلى الجزائر، مع مطلع القرن العشرين، بينما مات غالبيتهم في منفاهم دون تحقيق حلم العودة. كشف حميد مقدّم، أستاذ الفلسفة بمعهد تكوين الأساتذة في نوميا بكاليدونيا الجديدة، وهو من أصول جزائرية، أن السلطات الاستعمارية الفرنسية، قامت بنقل ألف وثمانمائة واثنين وعشرين جزائريا كيدٍ عاملة إلى كاليدونيا، أضيفوا إلى عدد المنفيّين الذين هاجروا بعد ثورة المقراني، وبلغ عددهم مائة واثنان وثمانون . وأضاف مقدّم في محاضرة ألقاها أول أمس بالمركز الثقافي الفرنسي بالجزائر العاصمة، حول ''مصير المنفيّين الجزائريّين إلى كاليدونيا''، أن أحفاد هؤلاء المنفيّين يسعون لتغيير الصورة السيئة التي تكوّنت عنهم على مر الزمن، كأفراد خرجوا عن قانون السلطة الاستعمارية. ويسعى أحفاد المنفيّين الجزائريّين في كاليدونيا، حسب المُحاضر، لافتكاك مكانة اجتماعية تمكّنهم من أن يصبحوا فاعلين في المجتمع، بعيدا عن النظرة السلبية التي رافقتهم. مضيفا: ''يريد الكاليدونيون من أصول جزائرية أن تكون لهم مكانة، واعتراف سياسي فعّال في الجمعيات السياسية، والتواصل مع باقي الأعراق التي خضعت بدورها لواقع استعماري، والتخلص من النمطية''. وكشف مقدّم بالمناسبة أن الهوية العربية للجزائريّين في كاليدونيا الجديدة غير معترف بها، وهم من الأقليات، ويعتبرون فرنسيين، تزوّجوا من أجنبيات وسط واقع اجتماعي خاص بهم، امتاز بغياب المرأة التي تعتبر بمثابة حامية التقاليد واللغة التي تخصّهم. وأوضح مقدّم أن السلطات الاستعمارية أجبرت الجزائريّين المنفيّين، على تسمية أبنائهم بأسماء مسيحية، ثم منحتهم الجنسية الفرنسية سنة .1946 ورغم هذه المحاولات، قال مقدّم إن المنفيّين الجزائريّين احتفظوا بمقوّمات شخصيتهم، ضمن واقع صراع بين هويات مختلفة بولينيزية، صينية فرنسية وفيتنامية.