أعلنت السلطات السورية، مساء أمس، عن مقتل ثمانين عنصرا من قوات الشرطة في كمين نصبه لهم مسلحون بالقرب من بلدة جسر الشغور الواقعة في شمال غرب سوريا، وهي المدينة التي شهدت خلال الأيام الثلاثة الأخيرة أحداثا دامية بين المحتجّين وقوات الأمن السورية. وحسب التلفزيون الرسمي السوري، فإن عناصر الشرطة التي استهدفها المسلحون، كانوا في طريقهم إلى المدينة المذكورة، لنجدة المواطنين الذين طلبوا من السلطة المساعدة، وتخليصهم من حالة الرعب التي فرضها المسلحون. من جهة أخرى، جاء في برقية نسبتها وكالة ''رويتز'' لمنظمات حقوقية سورية وناشطين ميدانيين، أن قوات الأمن السورية قتلت منذ يوم السبت الأخير خمسة وثلاثين محتجّا، وقد سقط معظم هؤلاء الضحايا، بكل من جسر الشغور على وجه الخصوص، ودير الزور بدرجة أقل، وبمدن سورية أخرى. كما أورد المرصد السوري لحقوق الإنسان يوم أول أمس، أنه بالإضافة إلى الرقم المذكور من الضحايا، فقد سقط عشرة جنود بعدد من مواقع الاشتباكات، ولم يذكر المرصد تفاصيل عن سبب، ومن يقف وراء مقتل الجنود العشر، وإن كانت السلطات السورية تنسب عمليات كهذه إلى مجموعات إرهابية وسلفية. ولمواجهة هذه التطورات المتسارعة نشرت وكالة الأنباء الرسمية السورية، يوم أمس، أن رئيس الوزراء عادل سفر أمر بتشكيل لجنة تنحصر مهمتها في الإعداد وصياغة مشروع قانون جديد للأحزاب، بهدف السماح بتأسيس ما وصفته الوكالة ب''أحزاب سياسية وطنية''. عربيا أعلنت الإمارات العربية المتحدة، على لسان ولي عهدها الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، عن''دعم الإمارات لاستقرار الأوضاع في سوريا، وضرورة تجاوز الأزمة بكافة أبعادها السياسية والاقتصادية والمعيشية''، خلال لقاء جمعه بوزير خارجية سورية وليد المعلّم. في ظل هذه الأجواء قالت وكالة الأنباء السورية الرسمية، إن عدد الفلسطينيين والسوريين الذين قتلتهم قوات الاحتلال الإسرائيلية بمشارف الجولان ثلاثة وعشرين قتيلا، أما عدد الجرحى فتجاوز الثلاثمائة وخمسين جريحا، وقد قُتل وجُرح هؤلاء عندما نظّموا مظاهرة سلمية احتفالا بذكرى مرور أربعة وأربعين عاما على نكسة جوان من عام سبعة وستين، التي هزمت فيها إسرائيل جيوش مصر وسوريا والأردن.