اندلعت مسيرات احتجاجية في عدد من المدن السورية يوم أمس الجمعة، بعض منها يسكنها أكراد، سقط خلالها مئات القتلى والجرحى برصاص مسلحين تضاربت التصريحات حول هويتهم، وهو ما يعني أن كل إجراءات التهدئة المتخذة منذ اندلاع موجة الاضطرابات ببعض المدن السورية خلال الأسابيع الثلاثة الأخيرة، تظهر أن المشكل أعمق من أن يحل بإجراءات ووعود كالتي تم الإعلان أو تبنيها لحد الآن. حسبما تناقلته العديد من وكالات الأنباء والقنوات الإخبارية، فإن مظاهرات يوم أمس سجلت بمدينة درعا وحمص واللاذقية ودير الزور ودوما والصنمين وأنخل وجاسم ونوى والحراك وأدلب وبانياس، وبعض المناطق الكردية في شمال سوريا خاصة بمدينة القامشلي التي قال أحد أبنائها وهو القيادي في الحزب الديمقراطي الكردي حسن كامل بأن قضية الأكراد هي ''الديمقراطية والحرية والهوية الثقافية''. وقال بأن الخطوة التي أقدم عليها الأسد غذت التظاهرات التي تشهدها المناطق الكردية''. وعن مخلفات هذه الحركة، تحدثت بعض الوكالات نقلا عن مصادر استشفائية عن سقوط أكثر من عشرين قتيلا وحوالي ثلاثمائة قتيلا بمدينة درعا وحدها، وحسب ذات المصادر ومنها قناة ''بي بي سي'' ووكالة ''رويترز'' فإن عشرات الجرحى سقطوا بالقرب من المسجد العمري الذي أصبح يشكل منذ ثلاثة أسابيع مركز قيادة الحركة الاحتجاجية بالمدينة، كما سقط عدد من سكان المدن والقرى المجاورة لدرعا الذي قصدوا المدينة لمؤآزة سكانها المنتفضين. وحسب رواية أحد شهود العيان، فإن آلاف المتظاهرين، جوبهوا بعد تجمعهم بأهم شوارع المدينة المنتفضة بالقنابل المسيلة للدموع والرصاص الحي، وذكر هذا الشاهد أن العناصر الأمنية التي استخدمت الذخيرة الحية كانت ترتدي ملابس مدنية. أما بمدينة حمص فنقلت قناة ''بي بي سي'' التلفزيونية عن شهود عيان أن المحتجين هاجموا مركزا حكوميا وأحرقوا إحدى سياراته التي كانت مركونة بداخله، ولم يتحدث هؤلاء عن سقوط ضحايا. وبمدينة اللاذقية انطلقت أولى الحركات من حي الصليبة واتجهت نحو الساحة الرئيسية بالمدينة دون أن يذكر المصدر كذلك سقوط ضحايا، على عكس مدينة القاشملي التي اكتفت الأجهزة الأمنية فيها بمراقبة المحتجين عن بعد، دون التدخل لفض المحتجين. مقابل هذا، عرض التلفزيون السوري صوراً حية قال إنها ''لمسلحين يطلقون النار على جموع المواطنين وقوات الأمن والشرطة في مدينة درعا عقب خروج المصلين من صلاة الجمعة وتوجههم للتجمع وسط المدينة، مما تسبب في استشهاد عنصر أمن وجرح العشرات من المواطنين وقوات الأمن والشرطة''. وقال التلفزيون السوري إن المسلحين أطلقوا النار على سيارة إسعاف أثناء قيامها بمهمتها في نقل المصابين، وتحدث عن مقتل مسعف وأحد عناصر الأمن في درعا. من جهة أخرى تحدث ناشطون عن اعتقال السلطات لرجل الدين البارز الشيخ عماد الرشيد بسبب موقفه المساند للمحتجين، وحسب هؤلاء فقد تم اعتقال الشيخ لحظة دخوله سوريا عبر مركز حدودي مع الأردن التي يدرس بإحدى جامعاتها الدينية، وحسب هؤلاء الناشطين فإنه سبق لرجل الدين هذا أن رفض ما قاله الأسد بأن بعض المتظاهرين لهم مطالب مشروعة تتعلق بتحسين مستويات المعيشة، قال بأن الشعب السوري لم يخرج للشوارع للمطالبة بالخبز بل إن شعاره كان الحرية.