قررت الاتحادية الجزائرية لكرة القدم، في اجتماع مكتبها الفيدرالي أمس، الاستنجاد بمدرب أجنبي كبير سيعرف قبل نهاية شهر جوان الجاري، مستبعدة نهائيا خيار المدرب المحلي على رأس المنتخب الوطني الأول. اعترفت الفاف بفشل الخيار المحلي، بعد الهزيمة الثقيلة التي مُني بها المنتخب في مباراته الأخيرة أمام المغرب، وهي الهزيمة التي رهنت، حسب الفاف، حظوظ التشكيلة الوطنية في التأهل إلى المنافسة الإفريقية القادمة. فقد رسّم المكتب الفيدرالي للفاف، أمس، في اجتماعه بالمركز الرياضي لسيدي موسى بقيادة رئيس الاتحادية، محمد روراوة، استقالة المدرب عبد الحق بن شيخة من العارضة الفنية للمنتخب، بعد الهزيمة الثقيلة التي مُني بها المنتخب أمام المغرب، وهي الهزيمة التي استاء لها أعضاء المكتب الفدرالي، في بيان نشر، أمس، على الموقع الإلكتروني للهيئة الكروية. وقد بدت الفاف عازمة، هذه المرة، من خلال الكلمة التي ألقاها الرئيس محمد روراوة، في الاجتماع، بحضور أعضاء المكتب الفدرالي وكذا رؤساء الرابطات الجهوية، على جلب مدرب أجنبي من العيار الثقيل، لاسيما بعد أن تلقى رئيس الاتحادية، مساء أول أمس، الضوء الأخضر من أعلى هرم في السلطة للجوء إلى خيار المدرب الأجنبي، الذي ستسند إليه مهمة قيادة المنتخب الوطني الأول، خلفا للمدرب المستقيل عبد الحق بن شيخة. التأهل إلى كأس إفريقيا 2013 ومونديال 2014 شرط الفاف وبعد اقتناع المكتب الفدرالي باستحالة تحقيق المعجزة بتأهل المنتخب الوطني إلى نهائيات كأس أمم إفريقيا لعام 2012، المقررة في الغابون وغينيا الإستوائية، قرر رئيس الفاف التعاقد مع مدرب أجنبي كبير ستكون أهدافه محددة، وهي التأهل إلى كأس أمم إفريقيا لعام 2013، وكذا التأهل إلى كأس العالم المقررة دورتها النهائية في البرازيل عام 2014، وهي المواعيد التي ستبدأ تصفياتها في مطلع عام .2012 خيار المدرب المحلي فاشل وقد برّر رئيس الفاف خياره للمدرب الأجنبي الكبير، بنقطتين هامتين: الأولى الحالة المادية للاتحادية التي تسمح لها بجلب التقني الأجنبي، على عكس السنوات المنصرمة. في حين تمثلت الثانية في فشل المدرب المحلي في قيادة المنتخب إلى كأس أمم إفريقيا لعام .2012 وفي هذا السياق، عبّر أعضاء المكتب الفدرالي، وعلى رأسهم روراوة، عن استيائهم لما حدث في المغرب، مشيرين في نفس الوقت إلى أن الاتحادية فضلت، في بداية الأمر، باختيارها عبد الحق بن شيخة، خيار المدرب المحلي ومنحت له كل شروط النجاح، ''لكن المكتب الفدرالي اقتنع بعد هزيمة المغرب بفشل هذا الخيار، وعليه سنعطي الأولوية لطاقم فني أجنبي من المستوى العالي''، حسب ما جاء في بيان الاتحادية. الفاف تتملّص من المسؤولية وفي الوقت الذي كان فيه الجميع ينتظر قرارات جريئة من المكتب الفدرالي قد تصل إلى حد تقديم رئيس الفاف استقالته، بسبب الهزيمة النكراء التي رهنت حظوظ الخضر في الذهاب إلى الغابون وغينيا الإستوائية عام 2012، حاول المكتب الفدرالي، في الاجتماع المذكور، التملّص من المسؤولية، والأكثر من ذلك، تخفيف الصدمة على المناصرين الجزائريين، من خلال التأكيد أن الجزائر ليست الوحيدة التي خرجت من السباق، ''لكن هناك عدة دول إفريقية معروفة عاشت نفس السيناريو كنيجيريا، مصر والكاميرون''.