بدأ قادة عسكريون من موريتانيا ومالي، في وضع اللمسات الأخيرة على خطة هجومية وشيكة التنفيذ، تستهدف معاقل ''القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي''، توجد بعمق الأراضي المالية وتحديدا في ''غابة واغادو'' التي قال عنها الرئيس الموريتاني ''تعرف انتشارا لوحدات جديدة للقاعدة، إثر انسحاب قوات بلادنا من مالي قبل شهرين''. وصل عسكريون موريتانيون، أول أمس، إلى سيغو (240 كلم إلى شمال شرق باماكو) للمشاركة في اجتماع مغلق مع نظرائهم الماليين، يهدف لوضع خطة لمكافحة ''القاعدة'' في الساحل الصحراوي على حدودهما. وكشفت وكالة الأنباء الفرنسية، نقلا عن مسؤول عسكري كبير، أن ''وفدا عسكريا موريتانيا وصل الخميس إلى سيغو للقاء ممثلين عن الجيش المالي من أجل وضع خطة هجوم على تنظيم القاعدة في غابة واغادو''. وأضاف المصدر العسكري أن لقاء سيغو سيكون مغلقا، من دون أن يقدم إيضاحات إضافية خصوصا حول المندوبين ومدة الاجتماع. وحسب مصادر قريبة من الاجتماع، فإن ضباطا من سلاح الجوّ يشاركون في الوفدين، ما يدفع إلى الاعتقاد بأن الخطة ستتضمن الاعتماد على وسائل جوية. وتقول استخبارات البلدين، موريتانيا ومالي، بتحول غابة واغادو إلى أشهر ممر لأسلحة ليبية نحو الساحل بوصف الرئيس الموريتاني محمد ولد عبدالعزيز ''انسحاب قوات بلادنا من مالي قبل شهرين تقريبا عقبه انتشار لوحدات جديدة للقاعدة قرب حدودنا وخاصة في غابة واغادو، في غرب مالي. لقد انتهزوا هذه الفرصة لإعادة الانتشار وحتى الاستعراض، خاصة في غابة واغادو. وبالطبع، هذا أمر مقلق لنا لكننا اتخذنا التدابير اللازمة للتعامل مع هذه الوضعية''. وذكر ولد عبدالعزيز، قبل الاجتماع بأسبوع تقريبا، بأن ليبيا ''بلد شديد التجهيز والتسليح تبخرت أسلحته فوقعت بين كل الأيدي، بين أيدي السكان وبين أيدي المجموعات المسلحة''. وقال إن ''ثمة معلومات استخباراتية مؤكدة تفيد بأن هذه الأسلحة وقعت كمّا وكيفا بين أيدي الإرهابيين''. وأعلن أن تدابير اتخذت لمعالجة تلك الوضعية، ما يعني أن خطة للهجوم على عناصر التنظيم باتت وشيكة. وتقول صحف موريتانية إن أكثر من ثلاثين سيارة تابعة لتنظيم ''القاعدة''، تتحرك في تلك الغابات التي لا تبعد أكثر من 60 كم عن الحدود الموريتانية، ونقلت في وصفها أن مسلحين نزعوا ''مراياها كي لا تعكس الضوء وتلفت الانتباه وتمت صباغتها بالطين وطمرت في الأرض وغطيت بالأشجار وهي في حالة تأهب دائم لأي هجوم مباغت، وقد زودت بمعدات حديثة غنمت من الحرب الليبية''. وجاء في تقرير لوكالة الأنباء الفرنسية أن القاعدة أصبحت حاضرة بقوة في غابة واغادو قرب مدينة نارا. وأكد التقرير، اعتمادا على مصادر استخباراتية مالية، أن غابة واغادو القريبة من موريتانيا أصبحت قاعدة عسكرية سلفية قوية وأن قدراتها تعززت الأسبوع الماضي بانضمام 6 سيارات (محملة بالأسلحة الثقيلة) إلى صفوفها، مؤكدة أن في هذه الغابة أكبر مخزن للمحروقات، تتم تغذيته من موريتانيا قبل توزيعه على الخلايا والثكنات المتفرقة في الصحراء الكبرى.