الإضراب المفتوح يدخل يومه السابع ومئات العمليات الجراحية مؤجلة إلى إشعار آخر أعلن التكتل الجزائري للأعوان المساعدين في التخدير والإنعاش عن تنظيم اعتصام وطني أمام مقر وزارة الصحة، الأحد القادم، احتجاجا على الصمت المطبق الذي تعتمده الأخيرة تجاه المشاكل المهنية لهذه الفئة التي تباشر، منذ أسبوع، إضرابا مفتوحا عن العمل شل معظم مستشفيات الوطن. تقررت هذه الخطوة الاحتجاجية الجديدة في اجتماع للمندوبين الوطنيين للتكتل عقد بولاية قسنطينة، أول أمس، لتقييم الإضراب المفتوح الذي لقي استجابة واسعة في صفوف الأعوان، قدرها ذات التنظيم بقرابة 80 بالمائة. وأكد المتحدثون باسم التكتل أن الحركة متواصلة في شكلها الحالي ''مهما كانت طبيعة الضغوط''، في إشارة إلى الإعذارات التي وصلتهم بالخصم من الأجور، وأيضا إلى غاية أن تفتح وزارة الصحة حوارا جادا حول أرضية المطالب المتضمنة، حسبهم، 5 نقاط أساسية أهمها الإفراج عن القانون الأساسي، وفقا للتعديلات التي تم الاتفاق عليها، إلى جانب توفير الحماية القانونية لأعوان التخدير وتحسين مستوى التكوين برفعه إلى بكالوريا زائد 5 سنوات تكوين مستمر. وحمل التكتل الوزارة الوصية مسؤولية تداعيات الإضراب المفتوح الذي ترتب عنه غلق غرف العمليات الجراحية بمختلف مناطق الوطن، فباستثناء مصالح الاستعجالات والحد الأدنى المضمون في الخدمات الصحية فإن غالبية العمليات أجلت إلى إشعار آخر. فبمستشفى مايو بباب الوادي يسجل إلغاء ما يزيد عن 30 عملية يوميا، والوضع ليس أحسن حالا في مركز معالجة السرطان بيار وماري كوري بمستشفى مصطفى باشا حيث حرص الأعوان على التكفل ''بالحالات الصعبة'' من منطلق أخلاقي وما يمليه الضمير المهني. وبمستشفى بني مسوس سجل إلغاء برنامج العمليات الجراحية، حيث من مجموع 12 عملية في مصلحة الجراحة العامة أجريت واحدة فقط. وتحدى الأعوان المضربون وزارة الصحة بالنزول إلى المستشفيات للتأكد من ظروف العمل الكارثية لتقنيي التخدير الذين تحولوا إلى ''عبيد'' عند رؤساء المصالح، يقومون بوظائف متعددة وخارجة عن المهام التي أقرها القانون. وقال هؤلاء إن الخصم من أجر لا يتجاوز 24 ألف دينار دليل دامغ على ''الحفرة'' التي يتعرض لها المعنيون ومعظمهم يعاني من أمراض مزمنة بسبب الضغط النفسي المرتبط بمسؤولية تخدير المرضى. وتعكس حالة أحد الأعوان الصورة المأساوية لهذا الوضع حيث اضطر في العديد من المرات إلى إجراء عملية التخدير ل9 مرضى أو أكثر في اليوم الواحد.