لازالت أميرة صديقي، 23 ربيعا، تحلم بمعجزة يصنعها ذوو البر والإحسان، في هبة تضامنية تمكّنها من استعادة ذراعين اصطناعيين يسمحان لها بالعودة تدريجيا إلى حياتها الطبيعية. لكن، تدور الأيام لتجد نفسها الآن مقعدة ودون ذراعين، تحتاج إلى من يمد إلى فمها لقمة تسد بها رمقها ويتكفل بأبسط احتياجاتها، بعد أن عبثت يد القدر في 10 أكتوبر الماضي بحياتها البسيطة في حادث مرور أليم، أسفر عن البتر الفوري لذراع واحدة بعين المكان، بينما بتر الذراع الثانية بمستشفى بن عكنون، وهي في ريعان الشباب. استمسكت أميرة صديقي بتصريحات ووعود الأطباء، بتسهيل تسفيرها إلى الخارج للاستفادة من ذراعيين اصطناعيين يعوّضان ما فقدته في الحادث، وقيل لها إن المستشفيات البريطانية تقدم أعضاء اصطناعية لا تختلف كثيرا عن الأعضاء الطبيعية، ستكون تكاليفها على عاتق الدولة. لكن بعد مرور سبعة أشهر على الحادث الأليم، وجه ملفها الطبي إلى إحدى العيادات الموجودة بالشرق الجزائري وتحديدا ولاية سطيف، حيث قال لها المسؤولون هناك إن ما تقدمه هذه العيادة في مستوى ما يقدم في مثيلاتها بفرنسا أو حتى بريطانيا، وأنها لن تلاحظ فرقا بين ذراعيها الطبيعيين والاصطناعيين. لكن، بقدر ما أفرحتها هذه الأخبار السعيدة التي ستحوّلها إلى فتاة عادية ككل الفتيات، بقدر ما فاجأها مسؤول العيادة بأن الدولة تكفلت بذراع واحدة، بينما عليها دفع تكاليف اليد الثانية والتي سيكلفها 500 مليون سنتيم. اعترفت لنا أميرة بأنه أصابها دوار شديد بمجرد سماعها للمبلغ الذي طلب منها تدبيره للشروع في العملية الجراحية. وتعوّل أميرة كثيرا على ذوي البر والإحسان في وقفة تضامنية قد تساعدها على جمع المبلغ المطلوب.. وتحويله مباشرة للعيادة المعنية.