لم تعد تصلح أخبار الأفالان، في الأسابيع الأخيرة، إلا لركنين من أي جريدة، الأمني أو الحوادث، ذلك أن نشاطاته السياسية كلها تحوّلت إلى تجمعات للسب والشتم والتهديد والوعيد وأعمال الشغب والعنف وسط حصار مشدد لقوات الأمن، حدث هذا في معسكر وفي قسنطينة وأخيرا في العاصمة، ما جعل أحد المتهكمين يعلق بالقول: ما هذه الدولة التي تحاصر فيها قوات الأمن مسيرات المعارضة كما تحاصر تجمّعات حزب السلطة؟ كل هذا يحدث داخل حزب يَعِد الجزائريين، وفي رواية أخرى ''يتوعّدهم''، بالاستمرار في حكمهم إلى مشارف .2030 أليس من حق الجزائريين، وهم يقرأون الأخبار الأمنية للأفالان، أن يشعروا بالخوف والرعب والرهبة وهم يتخيّلون مستقبلهم ومستقبل أولادهم وأحفادهم، بين أيدي هؤلاء الذين يجدون الوقت والجهد للتشاجر بالكلمات واللكمات في هذا المنعرج التاريخي الذي يفترض أن ترسم فيه ملامح جزائر الغد، سياسيا وثقافيا واجتماعيا واقتصاديا.. أرخست الجزائر إلى هذا الحد عند هؤلاء؟.. أبلغت بهم الانتهازية حد عدم التفريق في سلّم الأولويات بين النقاش حول تعديل الدستور وبين الخلاف على مناصب في الحزب وترتيبات شخصانية دنيئة استعدادا للمواعيد الانتخابية القادمة. أليس من حق الجزائريين أن يضعوا أياديهم على قلوبهم وهم يشاهدون قيادات الحزب، الذي احتكر حكمهم لأكثر من أربعة عقود ويستعد لاحتكاره عقدين آخرين، يتصارعون ويتقاتلون ويسقط من حولهم جرحى ويعتقل من بينهم مشاغبون، لا على قانون إعلام يريدون تحريره، ولا على قانون أحزاب عادل يريدون تكريسه، ولا على فساد يسعون إلى القضاء عليه، لكن على فضاءات ريعية جديدة يريدون اقتحامها والسيطرة عليها.. قيادات فشلت في تفعيل المشهد السياسي وترشيده وإثرائه مقابل نجاحها في إبداع ممارسات مافيوية أُنتجت بالأمس تحت عنوان ''التصحيح'' وتجتر اليوم باسم ''التقويم''. كنا نعرف الأفالان الذي عجز عن حل أزمات الجزائريين منذ 1962، والآن اكتشفنا الأفالان العاجز حتى عن حل أزماته الداخلية.. ويتساءل بعضهم بعد كل هذا عن سبب توجه شريحة واسعة من الجزائريين إلى المطالبة بإدخال هذه الجبهة إلى المتحف؟ قديما قالوا: من لا يتجدد يجب أن يتبدد. واليوم نقول: من لا يجد الحل علاجه الحل. [email protected]