عاد الهدوء إلى المناطق الحدودية بين موريتانيا ومالي مساء أمس، بعد مواجهات دامية عاشتها مساء الثلاثاء، جمعت الجيش الموريتاني مع جماعة تنتمي لتنظيم ''القاعدة''. وخلفت المشادات بين الطرفين قتلى في صفوف الإرهابيين، من بينهم جزائري، وجرحى وسط عسكر موريتانيا. تعرض موقع عسكري بشرق موريتانيا لاعتداء إرهابي بعد ظهر الثلاثاء الماضي، قادته مجموعة من تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي''، أسفر عن مقتل اثنين من المعتدين حسب متحدث باسم ''القاعدة''، فيما قال مصدر عسكري موريتاني أن الجيش تمكن من قتل واعتقال عدد كبير من عناصر القاعدة. ويعتقد بأن الاعتداء جاء ردا على هجوم نفذه جيش موريتانيا على معقل للقاعدة شمال مالي قبل أسبوعين. وذكرت ''وكالة نواقشوط للأنباء'' أمس، أن الجيش الموريتاني تمركز من جديد بمنطقة باسكنو التي شهدت الأحداث، حيث وضع آلياته العسكرية قرب الشريط الحدودي، الفاصل بين المدينة والحدود المالية. ونقلت الوكالة الخاصة عن ''مصادر محلية بباسكنو''، أن الجيش بدأ في الانتشار قرب الحدود بعد أن سحبت القاعدة مقاتليها من المنطقة إثر مواجهة عنيفة أمس الثلاثاء. وأضافت بأن الجيش ''لم يذكر حصيلة الضحايا في صفوف الجانبين، غير أن القاعدة أقرت بمقتل اثنين من عناصرها، هما جزائري يدعى أنس أبو فاطمة وعبد الحليم الأزوادي، وهما من أبرز مقاتلي كتيبة الفرقان، حسب متحدث باسم التنظيم شمال مالي، الذي قال إن القاعدة تمكنت من سحب جثة عبد الحليم الأزوادي، بينما بقيت جثة الجزائري أبوفاطمة في ساحة المواجهة بين القاعدة والجيش. وهي رواية قدمها الجيش الموريتاني، حسب الوكالة، إذ قال إنه يحتفظ بجثة قائد الهجوم على ثكنة باسكنو العسكرية. وتذكر الوكالة أن المتحدث باسم القاعدة الذي اتصل بمكتبها هاتفيا، أفاد بأن ''اثنين من عناصر التنظيم قتلا خلال الهجوم الذي نفذه مقاتلون من التنظيم، على مقر القاعدة العسكرية بمدينة باسكنو شرق موريتانيا''. مشيرا إلى أن أحد القتيلين جزائري، والثاني ينحدر من قبائل الأزواد العربية في شمال مالي. وذكر نفس المصدر أن الهجوم ''يدخل ضمن إستراتيجية رد العدوان'' وأن أعضاء عدة سرايا شاركوا فيه، وقد تنقلوا إلى باسكنو على متن 25 سيارة. وتحدث الناطق باسم القاعدة عن مشاركة ''قيادات كبيرة وهامة'' في العملية الإرهابية التي كانت، حسبه، ''مركّزة وتم التحضير لها بشكل جيد''. ولم تشرح الوكالة الإخبارية كيف تأكدت بأن من تحدث إليها، هو فعلا مسؤول من ''القاعدة''. وفي الغالب يختار التنظيم المسلح منابر إعلامية أكثر أهمية لتبني عملياته. ويحاول ضابط موريتاني وصف ''أبوفاطمة الجزائري''، فيقول عنه بأنه طويل القامة وأبيض اللون وكان يحمل هاتف ثريا وفي عنقه جهاز ''جي بي .أ س''، وبطاقات تزويد للهاتف. وقال بأن الجزائري ''كان يبدو أنه قائد الهجوم الفعلي''. وأعلن الجيش الموريتاني عن مطاردة عناصر القاعدة إلى الأراضي المالية، حيث يسود الاعتقاد بأن الهجوم انطلق منها، ولكنه لم يذكر إن كان هناك قتلى في صفوف العسكر. فيما تحدثت مواقع إخبارية موريتانية عن جرح خمسة عسكريين، بينهم ضابط برتبة ملازم يدعى سيدي محمد.