شكلت مشاركة جماعة الإخوان المسلمين في سوريا، في “المؤتمر السلمي للتغيير” الذي عقد أمس بمدينة أنطاليا التركية بحضور مختلف أطياف المعارضة السورية، تخوف الكثير من السوريين في الداخل أن تكون بوابة مؤتمر أنطاليا خطوة أولى تبرر تدخلاً خارجيًا، فيما اعتبره آخرون بأنه مؤامرة، وفسّره رأي ثالث بالخطأ الذي لن يغفره الشعب السوري للمعارضة في حين نوّه صوت بأنه درء للحرب الأهلية. أنها لن تجلس مع من تمرغت يداه بدم الشعب السوري أو مع من يريد الخروج عن أركان الثورة، وقالت إن الأسد يعمل جاهدًا لاستجرار الثوار إلى استخدام السلاح حتى يبرر قمعه وسحقه للشعب. وقال ملهم الدروبي عضو قيادة جماعة الإخوان المسلمين في سوريا،إنه من حيث المبدأ فإن أي نشاط للمعارضة السورية يخدم الشعب السوري، ونشارك به وفق قرارات جماعية، وبناء على مناقشة ودراسة ورأي حر، يكون عبر مؤسسات رسمية للجماعة. وحول الخطوط الحمراء الخاصة بالجماعة، قال “نحن لا نجلس مع من تمرغت يداه في دم الشعب السوري، أو مع من يريد أن يخرج عن أركان الثورة السورية الأربعة، التي هي إستراتيجية، فالخطوط الحمراء هي أن تكون الثورة سلمية ووطنية، إضافة إلى أهمية وضرورة وحدة التراب الوطني السوري ورفض التدخل الأجنبي العسكري”. غير أن ما زاد الأمر تعقيدا هو بيان ما يسمّى ب”ربيع دمشق” الصادر قبل يومين، عندما قال إن من حق الجاليات السورية في الخارج، أن تتحرك لدعم انتفاضة الشعب السوري في الداخل، بل إن من واجبها أن تشارك في صناعة مستقبل وطنها، الذي حرمت من العيش فيه، ما دامت عيون المؤتمرين على الداخل، وكسب تأييد الرأي العام العالمي، إلى جانب قضية الشعب السوري. وأضاف البيان: “قيادة الإعلان في الداخل قررت المشاركة في هذا المؤتمر بصفة مراقب”، مشيرة إلى أنها أوفدت كلاً من أنس العبدة وكاميران حاجو بتمثيل أمانتي الداخل والخارج بهذه الصفة من التمثيل. وقال البيان: “والإعلان يتحفظ على نقطتين رئيستين في جدول أعمال المؤتمر، أولهما: البحث في تشكيل مجلس وطني انتقالي. ذلك أن الوضع في سوريا يختلف عنه في ليبيا، والقياس هنا غير مفيد. وثانيهما: البحث في وضع مسودة دستور جديد لسوريا المستقبلية، وهذه النقطة تحديدا، نرى أنها من حق الشعب السوري عندما تجتمع تمثيلاته المختلفة في الداخل والخارج في مؤتمر عام للحوار الوطني، يعقد داخل سوريا”. وأضاف: “وفي هذه المناسبة فإن الأمانة العامة لإعلان دمشق في الداخل، ترى أنه من المناسب إبلاغ المؤتمرين وكل أعضاء الإعلان ومناصريه في الداخل والخارج، مع كامل التقدير والاحترام لشخص الدكتور عبد الرزاق عيد، فإنه لا يمثل إعلان دمشق، وكل ما يصدر منه، يمثل رأيه الشخصي، ولا يوجد بيننا وبينه أي تنسيق”. علال. م/وكالات الأسد يلقي خطابا غدا ويؤكد على إجراء “حوار وطني” ذكرت مصادر سورية موثوقة أن الرئيس بشار الأسد سيلقي خطاباً، غدا، يُعلن فيه عن تشكيل لجنة من سبعة أشخاص للإعداد لمؤتمر وطني سوري هدفه محاولة إيجاد حل للأزمة التي تمر بها سورية منذ نحو عشرة أسابيع. وأكد الأمين القطري المساعد لحزب البعث السوري محمد سعيد بخيتان أن مشروع وآليات الحوار الوطني “ستعلن خلال الساعات القادمة، وسيكون الحوار بمشاركة حزب البعث وأحزاب الجبهة الوطنية والمستقلين”، كاشفاً عن “قُرب صدور عفو عام؛ من دون أن يخوض في تفاصيله. ولم يوضح بخيتان في خبر نشرته وسائل الإعلام السورية حول إذا ما كانت الحكومة السورية ستسمح للمعارضة بالمشاركة في مؤتمر الحوار الوطني، إلا أنه قال: “لجنة الحوار شُكّلت على أعلى المستويات، والحوار سيضم كل الفئات السياسية والاجتماعية والاقتصادية وغيرها، وهو سيكون تحت سقف الوطن”. ورأى بخيتان أن “من يتظاهر في سوريا لا يتجاوز عددهم 100 ألف، هم أنفسهم يتظاهرون كل مرة”، مضيفاً: “أصبحت موضة أن يقوم البعض بالتكبير ليلاً، وبالتظاهر يوم الجمعة، ويجب أن ننهي هذا الموضوع بسرعة، فعلينا ضغوط كبيرة”. وعن الإخوان المسلمين، جدد بخيتان موقف الحكومة السورية الرافض لهم: “الإخوان المسلمون تنظيم محظور في سوريا، ونحن نرفض تاريخهم، ليس لهم رصيد كبير في الشارع السوري، ولا أتصور أنهم مقبولون في مجتمعنا”. م. ع/وكالات المنظمة الوطنية لحقوق الإنسان ضحايا الانتفاضة السورية 1118 شخصا حتى الآن أكدت المنظمة الوطنية لحقوق الإنسان في سوريا ومنظمات حقوق الإنسان حدوث انتهاكات غير مسبوقة في سوريا،مشيرة إلى أن 1118 قُتِلوا حتى الآن منذ بدء الانتفاضة ضد النظام في 15 مارس الماضي. وقالت مفوضة الأممالمتحدة لحقوق الإنسان نافي بيلاي في كلمتها الافتتاحية أمام ممثلي الدول ال47 الأعضاء في المجلس، إن “وحشية الإجراءات التي اتخذتها حكومتا ليبيا وسورية وحجمها يثيران صدمة كبيرة من حيث ازدرائهما المطلق بحقوق الإنسان الأساسية”. وجددت بيلاي دعوة دمشق إلى السماح لبعثة دولية مكلفة التحقيقَ في انتهاكات حقوق الإنسان خلال قمع التظاهرات المناهضة للنظام، بدخول الأراضي السورية.