أحبطت عناصر الفرقة الجنائية بالمقاطعة الشرقية للشرطة القضائية بالعاصمة، محاولة سطو على فيلا تاجر ببابا حسن غربي العاصمة، من طرف عصابة خططت وترصدت صاحب البيت لأكثر من أسبوع، قبل أن تقع في كمين للشرطة على الطريقة الهوليودية. وضعت العصابة التي يقودها صاحب حانة بالجزائر الوسطى، خطة محكمة للسطو على فيلا التاجر، ورصدت تحركاته اليومية وعائلته لمدة أسبوع، وفق سيناريو وضع خطوطه العريضة المدعو ''ز.م''، 59 سنة، الذي جمع حول طاولة المشروبات الكحولية بالحانة التي يديرها بالجزائر الوسطى أصحاب سوابق عدلية، وأغراهم بتحقيق ''خبطة العمر''، بالسطو على فيلا تاجر ''يخفي ثروته في بيته''.. وبعد عدة لقاءات، جمع خمسة أفراد للبدء في تنفيذ الخطة. وأبدع الرأس المدبر في نسج خيوط سيناريو عملية السطو بدقة، ولم يهمل التفاصيل، كما جنّد شركاءه الخمسة لمراقبة الضحية، حيث ترددوا أكثر من مرة على الحي حيث يقطن لمعاينة كل مداخل البيت بحذر، غير أنه لم يتفطن إلى أن تحركاته وأفراد العصابة مراقبة خطوة خطوة من قبل مصالح الأمن. وباشرت عناصر الفرقة الجنائية بالمقاطعة الشرقية للشرطة القضائية تحرياتها، بعد أن وردتها معلومات مؤكدة تفيد بنية أفراد العصابة السطو على منزل تاجر ببابا حسن، لتتم مراقبة كل تحركاتهم من بداية ترددهم على فيلا التاجر. ولم تكتف عناصر الأمن بمراقبة أفراد العصابة من بعيد، إذ تم إعلام صاحب البيت بنية أفراد العصابة السطو على بيته، وتم تجنيد فرقة من الشرطة الجنائية مكثت في الفيلا أربعة أيام كاملة لتأمين البيت، تأهبا ''لاستقبال'' اللصوص والانقضاض عليهم متلبسين بجرمهم. ولإنجاح ذلك، عملت بالتنسيق مع الفرقة التي بقيت خارجا تراقب أفراد العصابة عن بعد. وكما كان منتظرا، اختارت العصابة تنفيذ خطة السطو ليلا، وتحديدا قبل طلوع الفجر، ووصل أفرادها الستة إلى المكان في الثانية صباحا على متن سيارتين. وفيما بقيت مجموعة تراقب الوضع من الخارج، دخلت مجموعة أخرى حديقة الفيلا من سورها، وهي مدججة بالأسلحة البيضاء وسكاكين من الحجم الكبير لترهيب الضحية وعائلته، وكذا أشرطة لاصقة لتكبيل أصحاب البيت. غير أن مفاجأة كانت في انتظارهم في مدخل البيت الفاخر، حيث حاصرتهم مصالح الأمن من كل الجهات وهم متلبسين بمحاولة السطو، ويرتدون قفازات طبية لتفادي ترك بصماتهم. وبيّن التحقيق مع أفراد العصابة أن ''ز.م''، صاحب الحانة، هو الرأس المدبر للعصابة، وكان قد اختار ضحيته بإيعاز من ''ز.م''، 25 سنة، الذي قدم له تفاصيل عن الضحية الذي تعرّف إليه بفضل قريبه التاجر، فيما تكفّل صاحب الحانة بتجنيد باقي أفراد العصابة، وهم ''ج.أ''، 36 سنة، ''ب.م''، 28 سنة، ''س.ر''، 32 سنة، بالإضافة إلى سادس يوجد في حالة فرار. وبتهمة تكوين جماعة أشرار بغرض ارتكاب جناية السطو على المساكن باستعمال أسلحة بيضاء، تمت إحالة المتهمين على وكيل الجمهورية لدى محكمة الحراش الذي أمر بإيداعهم الحبس، في انتظار محاكمتهم.