الأفارقة الموقوفون يرحلون "الحراڤة" الى الجزائر بوثائق مزورة العثور على شهادات جامعية وأختام مزورة وكحوليات تمكنت فصيلة الأبحاث التابعة للمجموعة الولائية للدرك الوطني بولاية الجزائر الأسبوع الماضي، من تفكيك أكبر شبكة إفريقية إجرامية تضم أكثر من 40 شخصا من الجنسين ومن مختلف الجنسيات. * * مختصة في تزوير الوثائق والعملة الأجنبية وأختام الدولة الجزائرية والشهادات الجامعية والدبلومات التي تمنحها أكبر الجامعات والمعاهد الجزائرية بطريقة احترافية جدا، إضافة الى قيام عناصرها بحملات تبشيرية من عائدات هذه الأنشطة الإجرامية المتعددة والشعوذة وترويج المشروبات الكحولية والمخدرات الصلبة المغشوشة والسامة. * وتعود وقائع هذه القضية النوعية، حسب معلومات متوفرة لدى "الشروق"، الى معلومات وردت الى فصيلة الأبحاث حول ترويج مادة الكوكايين شرق العاصمة ليتم رصد تحركات مهاجرين غير شرعيين تم ضبطهم مستقرين في "فيلتين" في طور الإنجاز بالحميز شرق العاصمة يتجاوز عددهم 40 إفريقيا منهم 6 نساء تتراوح أعمارهن بين 23 و40سنة من مختلف الجنسيات من الكاميرون، نيجيريا، مالي، التشاد أغلبهم يقيمون في التراب الجزائري بطريقة غير شرعية، حيث تمت مداهمة المسكنين بإذن من وكيل الجمهورية لدى محكمة الحراش، ليضبط المحققون إدارة موازية داخلهما بعد حجز كمية كبيرة من الوثائق والعملة المزورة كانت موجهة للإستعمال تتمثل في بطاقات إقامة، جوازات سفر واللافت أن هذه الشبكة الإجرامية خرجت عن "تقاليد" العصابات الإفريقية التي كانت تقوم بتزوير الوثائق المتعلقة بالإقامة واللجوء لتسوية الوضعية في الجزائر لتمتد الى الوثائق الرسمية الجزائرية وأختام الدولة والمؤسسات الأمنية قد يكون أخطرها الوثائق التي حجزها أفراد الدرك مؤشر عليها ختم شرطة الحدود بمركز برج باجي مختار بأدرار وختم مقلد باحترافية عن هذه المصلحة الأمنية، كما تم العثور في "لإدارة" على أختام رسمية أخرى تتعلق بالسفارات والقنصليات الأجنبية خاصة الإفريقية منها. * * أحد الموقوفين قال لدركي: لا آكل "الفريت" ..أريد "ساندويتش شوارما"! * ويبقى تزوير العملة أخطر حلقة في هذه القضية المتشعبة، حيث أفادت المصادر التي أوردت الخبر ل"الشروق"، أنه تم إحباط تسويق كمية كبيرة من العملة الأجنبية المزورة قدرت ب10 آلاف دولار وحوالي 50 ألف أورو كما تم العثور على كيس كبير من الأوراق من فئة 200 أورو جاهزة للتزوير في آخر مرحلة، وتم تزوير العملة بطريقة احترافية يصعب اكتشافها، كما حجز المحققون كمية من العملة الصينية على خلفية تواجد عمالة صينية في الجزائر. * وتم العثور داخل الفيلا على "ورشة" التزوير بها أكياس من مساحيق ومواد كيميائية تستخدم في التزوير إضافة الى تجهيزات متطورة تتمثل في أجهزة الإعلام الآلي والناسخات وآلات الطبع إضافة الى أجهزة سكانير حديثة. * وفي موقع آخر من المسكن، تم ضبط حانة لبيع مختلف المشروبات الكحولية من الجعة والويسكي، حيث تم نقل الكمية الكبيرة المحجوزة على متن شاحنة (...)، وتوصلت التحريات الأمنية الى أن الشبكة كانت موزعة على أفواج، كل فوج مكلف بمهمة محددة منها الشعوذة و"القريقري" استنادا الى مواد تستخدم في السحر تم العثور عليها في غرفة خاصة بالفيلا بعد الترويج لفعالية السحر الإفريقي إضافة الى حجز كمية محدودة من مادة الكوكايين المغشوش بعد خلطه بمساحيق مختلفة للاستهلاك الشخصي، وتم إرسال عينة للتحليل، كما حجز المحققون لدى أحد أفراد العصابة مبلغا ماليا ب14 مليون سنتيم من العملة الوطنية وكمية كبيرة من المصوغات يرجح أنها عائدات النصب والاحتيال الذي وفر لهؤلاء حياة رغيدة، حيث اشترط أحدهم خلال وضعه تحت النظر تناول "سندويش شاورما" أو"كباب تركي" وليس "فريت"، حيث يقوم الدركيون بإطعام الموقوفين طيلة فترة الحجز من أموالهم الخاصة لعدم توفر ميزانية. * * جزائريون يأوون مهاجرين سرّيين مقابل 5000 للرأس! * وتم تحويل الموقوفين على محكمة الحراش نهاية الأسبوع الماضي، حيث استغرق قاضي التحقيق 48 ساعة في استجواب عناصر العصابة ليقرر إيداع 30 منهم الحبس ووضع 10 آخرين تحت الرقابة القضائية. * وتطرح هذه القضية تساؤلات حول تواطؤ جزائريين يقومون بكراء مساكنهم لهؤلاء المهاجرين غير الشرعيين لتحقيق أرباح طائلة على حساب أمن واستقرار البلاد، حيث قام صاحب المسكنين بكرائهما مقابل مبلغ يتراوح بين 5 آلاف و7 آلاف دج حيث استقر هؤلاء تدريجيا في هذا المكان، ثم تعرفوا على بعضهم ويقررون "إنشاء" شبكة إجرامية متعددة المهام، رغم أن قانون إقامة الأجانب يمنع إيواء الأجانب دون إبلاغ السلطات الأمنية لكن العديد من هؤلاء يستغلون تكييف القانون لذلك كمخالفة وفرض غرامة تتراوح بين 5آلاف و20 ألف دج، وتجاهل المخاطر المترتبة عن هذه الظاهرة في ظل وجود تقارير أمنية تشير الى صلة الهجرة غير الشرعية بالإرهاب، حيث لا يستبعد استغلال هؤلاء المهاجرين غير الشرعيين في شبكات دعم وإسناد أو تزوير الوثائق لتسهيل تنقلات الإرهابيين والإفلات من الرقابة الأمنية إضافة إلى احتمال نقل عدوى الأمراض خاصة في ظل انتشار أنفلونزا الخنازير والسيدا على خلفية أن هؤلاء يتسللون إلى التراب الوطني مما يحول دون إخضاعهم للرقابة الصحية. وتشير تحقيقات أمنية إلى قيام هؤلاء بحملات تبشيرية وسط الشباب مقابل إغراءات مادية، كما أن الخطورة تكمن في أنهم اليوم يسعون للاستقرار في الجزائر وليس الهجرة إلى أوروبا.