10 آلاف كيس فحم هُرّبت للأمريكيين المقيمين بحاسي مسعود أتلفت عمليات النهب التي شنتها عصابات مختصة في المتاجرة بالفحم منذ عقدين من الزمن، مئات الهكتارات من أشجار الزان والفلين برئة الشرق الجزائري محمية ''الأربعاء بني مجالد''، الممتدة على أزيد من 8500 هكتار، بولاية فالمة إلى غاية ولاية سكيكدة. تقول تقديرات متقاربة، حسب مصادر موثوقة، إن الرقم قارب 10 آلاف كيس من الفحم، وزن الواحد منها 25 كلغ، حولت بعدة اتجاهات منها تونس، وحاسي مسعود، حيث استفاد منه الأمريكيون المقيمون بقواعد الحياة المنجزة بالمنطقة. وفي السنة الحالية ذكرت ذات المصادر أن مصالح الغابات بفالمة حجزت نحو42 كيسا، حيث عمليات مطاردة العصابات لم تنقطع لحد الساعة، رغم اعتداء العصابات على مساحة قاربت 4 آلاف هكتار من الأشجار التي كانت تتوفر عليها الغابة، وبقيت أوتادا منتشرة بمساحات معتبرة من جزء الغابة الممتد في إقليم ولاية سكيكدة، وهوما اعتبره المعنيون خسارة لا يمكن تعويضها. ولم تفلح حيالها المطاردات المستمرة، حيث قال بعض العاملين في قطاع الغابات إن عملهم في تعقب أثار المهربين لا ينقطع، ويواجهون في سبيل بلوغهم صعوبات كثيرة، ذلك أن ميزان قوى الطرفين لم يكن متكافئا، كون أفراد العصابات يعتمدون على وسائل وإمكانات ليست في متناول أعوان الغابات لا يتوفرون على السلاح، وهي إحدى المفارقات في التصدي لهذا النهب ''المنظم''. استغلال الأطفال لقطع الأشجار وذكرت ذات المصادر، التي قادتنا نحو غابة ''الأربعاء بني مجالد'' أمس الأول، عن طريق وادي الزناتي بفالمة، انتهاء ببلدية برج صباط، حيث تبدأ حدود الغابة باتجاه ولاية سكيكدة، أن السيارات لم تكف منذ التسعينيات عن عبور منطقة ''أولاد حبابة'' وهي محملة بالفحم، الذي يتم تحضيره بعد قطع أشجار الفلين والزان، ثم وضعه في مرادم وحرقه. حيث يتم تعقب أثارها من خلال دخان الحرق الذي يتصاعد بالغابة، أين يتم حجز الفحم وإتلافه، وهو أشد عقاب في نظر مصادرنا يلحق بالعصابات، باعتبار أن عمليات قطع الأشجار والحرق تتطلب من الجهد الكثير والعمل المتواصل لمدة أسبوع أو تزيد، وتستغل العصابات أطفال المنطقة الفقراء في هذه العمليات، مقابل مبالغ قليلة جدا، في حين أن هذا العمل يدر عليهم أرباحا بالملايين. وأرجع المعنيون تراجع تصدير الفلين بالجزائر إلى عمليات النهب المتواصلة، والتي لم يستطع القائمون عليه توفير الحماية اللازمة له، رغم قيمته المضافة للاقتصاد الوطني، كونه يدخل في صناعات متنوعة، منها كعازل للطائرات، غرف الجراحة، أغراض الديكور وكعازل لقارورات المشروبات والأحذية، وميزته في ذلك أن الفلين ''كل جزء فيه له قيمته الاقتصادية''، وذلك لقلة المعدات وحتى الأعوان، فضلا عن شساعة المنطقة وصعوبة مطاردة المهربين عبر مئات الكيلومترات، عدا ذلك فمواسم الحرائق لها دور كبير في تراجع المنتوج الذي يحتاج لجنيه بين 10 إلى 11 سنة، حيث يصعب بوسائل بسيطة التصدي لألسنة اللهب، في وقت تتوفر الولاية على مدرج مطار يقع بضاحية بلدية ''بلخير''، والذي كان مستغلا خلال فترة التواجد الفرنسي، لكن توقف استغلاله بعد الاستقلال، ويمكن هذا المدرج الطائرات المختصة في إخماد الحرائق أن تجد لها إسنادا أرضيا، فضلا عن توفر الولاية على سد ''بوهمدان، زيت العنبة ومجاز لبقر''، وكلها عوامل يمكن أن تساعد في التقليل من دائرة الخطر على المحمية عموما. حتى الحيوانات لم تسلم من الصيد كما أن الاعتداء لم يتوقف عند الثروة الغابية وحدها، بل امتد للحيوانات التي تتوفر عليها الغابة. وأدى الصيد إلى تراجع أنواع كثيرة على رأسها الذئاب. والسبب وراء هذا الجرائم هو خوف الرعاة على ماشيتهم، فعمدوا للقضاء على الذئاب، فكان ذلك سببا مباشرا في زيادة مطردة لعدد الخنازير. وقال محدثونا إن هذه كارثة أخرى حلت بالغابة التي تعتبر ثروة غير قابلة للتقويم. وينتظر القائمون على قطاع الغابات بفالمة، أن يتم جني نحو ألفي قنطار من الفلين للموسم الحالي، حيث يتوفر مجمع بوهمدان حاليا على أزيد من 700 قنطار، وهو موجه للتصدير بناء على الاتفاقية التي أبرمت مع الشركة الزراعية للتنمية الريفية. والغريب في الأمر أنه لم يلج أي مستثمر هذا الجانب، رغم ما يمكن أن توفره الولاية من نشاط على مدار السنة.