أتلفت ألسنة اللهب على مستوى المقاطعة الغابية لدائرة مليانة، والتي تضم 15 بلدية بالجهة الشرقية لولاية عين الدفلى، أزيد من 860 هكتار، 390 منها سجلت بين منطقة بن علال ووادي بلحسن. وتشير مصادر مطلعة إلى ان أعوان الغابات تمكنوا من تحديد 32 اشتعال نار عبر مختلف المساحات الغابية الشاسعة من بينها غابات زكار المعروفة بكثافة غطائها وتنوعها النباتي، ويبقى ارتفاع درجة الحرارة وتأثيراتها ومساهمتها بمعية عوامل أخرى، وراء اندلاع موجة الحرائق المتعددة واشتعال الغابة، فضلا عن العامل البشري الذي يبقى دائما في مقدمة الأسباب، خاصة بعض الممارسات السلبية التي » تنتهجها عصابات الفحم«، حيث تقوم بعملية الحرق من أجل استخراج الفحم بهدف تسويقه عبر المحلات التجارية أو الأسواق الشعبية، خاصة في المناسبات الدينية كشهر رمضان الكريم او الأعياد، حيث أضحى هذا النشاط يدر أموالا طائلة، اذ يبلغ سعر ه في الأسواق حاليا حدود 100 دج للكلغ الواحد، والغريب في ذلك، أن عصابات الفحم تتجاهل الأخطار والآثار المدمرة للمحيط البيئي، كما يتطلب جهود وبرامج اضافية تمتد لسنوات طويلة بهدف تجديد المحيط الغابي.. وفي ذات السياق كشفت ذات المصادر ان المقاطعة الغابية ومن خلال المراقبة المستمرة تمكنت من حجز 160 كيس من الفحم وحوالي 5،2 متر مكعب من الخشب، فضلا عن تحرير مخالفات وإيداعها لدى العدالة للنظر في قضايا الاشخاص المتورطين في عمليات الاعتداء على الغابات، وتعد عملية الحجز هذه قليلة جدا مقارنة بما يتم حرقه لبيعه كفحم واقتطاع الخشب الذي يهرب عبر المسالك الغابية باتجاه ولايات مجاورة، مما يتطلب المزيد من المراقبة وان كانت عمليات التهريب تتم عادة في جنح الظلام. للإشارة، فإن ولاية عين الدفلى تخسر سنويا آلاف الهكتارات، حيث أتلفت النيران الصائفة الماضية 2737 هكتار.