بينما كانت الحرب العسكرية تدور رحاها في كل أنحاء ليبيا، بين الأقطاب الثلاثة، نظام القذافي والمعارضة وحلف الناتو، كانت هناك حرب أخرى أكثر خطورة وأكثر فتكا تدور في فندق ''ريكسوس غابة النصر'' بقلب العاصمة طرابلس. الفندق الراقي الذي اختير ليحتضن كبار مراسلي الحروب في العالم، كان مأوى أيضا لجواسيس مخابرات عدة دول، من بينها إسرائيل، تمكن بعضهم من الدخول بصفة صحفيين أجانب. فندق ''ريكسوس غابة النصر'' هو الفندق الوحيد الذي يحتوي على خدمة الأنترنت عالية السرعة، ويسهر فريق كبير من هيئة الإعلام الخارجي، التي تنسق بشكل مباشر مع الحكومة الليبية وأعلى السلطات في البلد، على تنظيم عمل الصحفيين الأجانب. ويمنع نظام العمل منعا باتا على الصحفيين الخروج من الفندق من دون سيارة أو مرافق، ويصعب كثيرا أن ينجح صحفي في الخروج من بوابة الفندق المحروسة. وصادفتُ مرة وأنا داخل من مهمة صحفية صحفيا صينيا قال للحراس إنه يريد شراء عبوة كوكا كولا، فطلبوا منه العودة للفندق والخروج مع مرافق لشرائها. بخصوص هوية عناصر الإعلام الخارجي والمرافقين هم في الأصل من نخبة المجتمع الليبي، أغلبهم جامعيون ومتعلمون ويحسنون الحديث بمختلف لغات العالم، مهمتهم مرافقة الصحفيين وتسهيل حجز المواعيد وإنجاز الروبورتاجات. لكن هناك مهام أخرى أوكلت لهم، تعنى بمراقبة ومتابعة ما ينشره ويبثه المراسلون من أخبار من طرابلس. ويشهد الفندق، على مدار الساعة، ومنذ بداية الأزمة، حركة دخول وخروج للصحفيين والمراسلين من وإلى طرابلس، حيث وصل عدد الصحفيين الأجانب في بداية القصف حوالي 200 صحفي، أما وسائل الإعلام التي أوفدت مبعوثين عنها فهي كبريات القنوات التلفزيونية والإذاعية وكبريات الصحف العالمية، كما هو الشأن ل''بي.بي.سي'' البريطانية و''سي.أن.أن'' الأمريكية، والسكاي نيوز البريطانية، وروسيا اليوم، وقنوات ''تي أف ''1 و''فرانس ''2 و''فرانس ''24 الفرنسية، وقناة ''العربية'' السعودية، وصحيفة ''كوريير ديلا سييرا'' الإيطالية، و''لوموند'' و''لوفيغارو'' الفرنسيتين و''ذي غارديان'' البريطانية، و''شتير'' الألمانية و''دايلي تلغراف'' البريطانية. إلى جانب وكالات الأنباء الشهيرة، كوكالة الأسوشييتد براس الأمريكية ووكالة رويترز البريطانية ووكالة الأنباء الفرنسية. ومن بين اللحظات المخيفة التي مرّ بها الصحفيون في فندق ريكسوس، ما تعرض له جناح منه في الأيام القليلة الماضية قبل وصول ''الخبر''، حيث احترق جانب منه، قيل إنه بسبب عطل كهربائي، وجرى خلاله إخراج الصحفيين بسرعة من الغرف. وهو ما أحدث إرباكا شديدا لهم، فهناك من ظن أن الأمر يتعلق بقصف للناتو أو انقضاض المواطنين عليهم، لكن اتضح لاحقا أن الأمر لا يعدو أن يكون حريقا. هناك حادثة أخرى يذكرها كثير من الصحفيين وقعت ليلة قصف باب العزيزية الذي يبعد عن الفندق بثلاثة كيلومترات، حيث تهشم زجاج بعض النوافذ في الفندق جراء شدة القصف، فقد تجاوز عدد القذائف التي سقطت على باب العزيزية يوم السابع جوان الماضي 80 صاروخا في ليلة واحدة. ملاسنات يومية وطرد للصحفيين ''الأعداء'' الحرب الإعلامية التي تجري فصولها على مدار الساعة بين الصحفيين الأجانب من جهة، وبين عناصر هيئة الإعلام الخارجي من جهة أخرى، تبرز ملامحها بشكل جلي عندما تسمع بطرد هذا الصحفي أو ذاك بسبب ما نشر في جريدته أو بسبب ما بثته القناة التي يعمل لها. كما حدث مع مبعوث وكالة رويترز الذي أنجز تحقيقا مع معارضين مفترضين في طرابلس، وقال الصحفي في برقية نشرتها وكالة رويترز في أربع صفحات إنه التقى عددا من المعارضين للقذافي في طرابلس ولم يذكرهم بالاسم خوفا على حياتهم. السلطات غداة نشر الخبر قامت بترحيله مباشرة، وقامت الوكالة بتعويضه بالصحفي الجزائري لمين شيخي. صحفي وكالة الأنباء الفرنسية المقيم في فندق ريكسوس وهو تونسي الجنسية، تعرض لمساءلة عن برقية نشرت من بنغازي تقول إن قوات القذافي قتلت أناسا لم يريدوا الخروج في مسيرة الجمعة الشهيرة، قبل أسبوعين من الآن. على إثر نشر البرقية طلب مسؤولو الإعلام الخارجي من مراسل الوكالة في طرابلس تفسيرات عن الأمر، خصوصا وأنه كان حاضرا في المسيرة. وسألوه إن كان هو مصدر الخبر المنشور من بنغازي أم لا، فأجاب بالنفي، وقام بنسخ نص التقرير الذي أرسله عن مسيرة الجمعة، وأوضح لهم أنه لم يتضمن ما صدر من بنغازي. حادثة أخرى وقعت مع مبعوث ''التلغراف'' البريطانية، الذي جرى طرده بمجرد نشر مقالة في صحيفته تحدث خلالها عن حرب عصابات في الليل بطرابلس وعن عودة الحياة لطبيعتها في النهار، ونشر مع مقالته صورة توحي بوجود قصف بالصواريخ في العاصمة، وهو أمر غير موجود في الواقع. مظاهر الحرب الإعلامية الأخرى، تظهر أيضا من خلال تلك الملاسنات بين المراسلين الأجانب وبين بعض عناصر الإعلام الخارجي الليبي، حيث يرفض بعض المراسلين الخروج لتغطية نشاطات ترى الحكومة الليبية أنها مهمة، لكن يقدّر الصحفيون أنها غير مهمة لأنها نشاطات مستنسخة، جرى تغطيتها في مرات سابقة. وفي مقابل هذا الأمر يقول صحفيون أجانب إنه لا يسمح لهم بالتنقل ويتم نقلهم للأماكن التي يريد نظام القذافي أخذهم إليها. ويقول أحد عناصر الإعلام الخارجي يسمى ''إبراهيم.ج'' في هذا السياق ل''الخبر'' إن أكبر مشكلة يواجهها فريق الإعلام مع المراسلين الأجانب هو ''أنهم لا ينقلون الحقيقة حيث يجري تأويل الخبر أو ينشر الخبر ناقصا أو يتم تهميش الواقعة من قبل وسيلة الإعلام. وعندما نسألهم يتعذرون بالقول إنهم يرسلون الأخبار لصحفهم وقنواتهم لكن المكتب المركزي تكون له الكلمة الأخيرة فيما ينشر أو يبث''. ويشتكي الصحفيون العاملون في فندق ريكسوس من فرض مرافقة شخص لأي صحفي يريد الخروج في مهمة بالعاصمة طرابلس أو خارجها، وهنا أجاب أحد مسؤولي الإعلام الخارجي بالقول إن ''فرض وجود مرافق للصحفي نابع من أمرين اثنين: الأول هو الخوف من ردود فعل غير محسوبة للمواطنين اتجاه الصحفيين بوصفهم يعملون لحساب وسائل إعلام دول معادية لليبيا، أما الأمر الآخر فهو قيام مراسلين أجانب باختلاق قصص صحفية ونشرها، يقولون فيها إنهم حققوا هذه المقابلات أو الحقائق لما تمكنوا من الهروب من قبضة المرافق''. وبالنسبة لهذا المسؤول الليبي فهو يتساءل عن مهنية الصحفيين بالقول ''لماذا ينقل الصحفيون الأجانب في بنغازي رؤية المعارضة بينما لا ينقل المراسلون الأجانب هنا في طرابلس رؤية الحكومة الليبية، بل هناك من ينقل من طرابلس أخبارا تخدم المعارضة في بنغازي''. ويجري الحديث في أروقة فندق الصحفيين عن وجود جواسيس وعملاء لمخابرات عدة دول، ولكنه كلام لم يتسن ل''الخبر'' التأكد من صحته من مصادر محايدة، لكن ما أمكن الحصول عليه في هذا الموضوع هو كلام لمسؤول ليبي كبير استمعت ''الخبر'' إليه بدون علمه وهو يطلب التحقق من هوية صحفي عمل سابقا لصالح الموساد الإسرائيلي. وحصلت ''الخبر'' على شهادات زملاء صحفيين عن نشاطات مشبوهة لبعض المراسلين سواء في الغرف أو في الميدان، حيث كان بعضهم يضع أساور على أيديهم مزودة بأجهزة تكنولوجية متطورة تحدد المكان وأبعاده. بينما تمكن آخرون من تصوير مواقع حساسة في باب العزيزية. صحفيون يبحثون عن أنفاق سرية في الفندق وفي ظل أجواء الحرب الإعلامية، ابتدع الصحفيون حيلا غريبة وبعضها مضحك للهروب من رقابة عناصر الإعلام الخارجي، خصوصا وأن أغلب الصحفيين جاؤوا بقناعة راسخة عن نظام العقيد القذافي تقول بأنه ''نظام دعائي منغلق وشبيه بنظام أدولف هتلر القمعي''، وفي هذا السياق فقد تم ضبط صحفيين وهم يهربون فوق جدار الفندق باستعمال حبال، كما يحدث في السجون. وتم ضبط صحفيين يبحثون في جنبات مظلمة داخل الفندق وفي مجاري المياه القذرة، وعندما تم التحقيق معهم أجاب بعضهم بأنهم يبحثون عن أنفاق سرية. وبخصوص قضية الأنفاق هذه فقد جنّ جنون بعض الصحفيين عندما بلغهم مثلا أن العقيد القذافي أمضى وقتا معتبرا في إحدى قاعات فندق ريكسوس غابة النصر، حيث التقى بشيوخ القبائل، ولم ينتبه الصحفيون لوجوده بينهم إلا بعدما غادر وسمعوا لاحقا بالخبر. هنا قام بعضٌ منهم بالتفتيش عن المدخل المفترض الذي وصل منه القذافي إلى الفندق، ووصل بعضهم حد النزول إلى مجاري المياه بحثا عن نفق سري. وبالنسبة للطرف الآخر من الحرب، ابتدع الصحفيون والإعلاميون الليبيون طرقا خاصة بهم للرد على ''الحرب الإعلامية العالمية الأولى''، كما يحب أن يسميها هؤلاء، ففي داخل الفندق يتم تعليق المعلومات على لافتة موجودة في مدخل الفندق، سواء تعلق الأمر بقصف موقع ما، أو ارتبط بندوة صحفية. أما التلفزيون الليبي بقنواته المختلفة فقد تحوّل إلى إعلام الحرب، حيث يبث على مدار الساعة الأناشيد الثورية. ويبث مشاهد من حرب العراق ومشاهد من الحرب الدائرة الآن في ليبيا، ويبث شعارات حربية. كما ظهرت برامج في التلفزيون الليبي تتغذى مما تبثه القنوات التلفزيونية الإخبارية ك''الجزيرة'' و''العربية'' و''فرانس .''2 ويجري التعليق عليها بصور تكذبها أو مواقف دولية ومحلية تعاكسها. وأبرز هذه البرامج على الإطلاق هو برنامج ''عشم الوطن'' للمعارض الليبي السابق والإعلامي يوسف شكير. الذي أصبح نجما لامعا وله جمهور كبير جدا، لدرجة أن برنامجه أصبح يبث في كل القنوات الليبية وحتى في وسائط سمعية بصرية بالشوارع. وتقوم فكرة البرنامج على نقل تصريحات وصور من القنوات التلفزيونية العالمية ويتم التعرض لها بالتحليل وتقديم أدلة تكذبها. وفي سياق الحرب الإعلامية، تطوعت قناة ''الرأي'' العراقية ببث برامج القنوات الليبية سواء كانت مسجلة أو مباشرة. وتدرس السلطات الليبية الآن مشروعا لإطلاق قناة إخبارية تبث باللغة الإنجليزية، وفي هذا السياق قال طارق العالم، مدير قناة ''الشبابية'' ل''الخبر''، إن الأزمة الحادة التي تعيشها ليبيا تتحمّلها وسائل الإعلام المحلية التي لم تكن في المستوى بسبب خطابها المحلي أمام قوة إعلامية كبيرة تمارس التضليل. مضيفا بالقول ''مرة سمعت في قناة الجزيرة شخصا قدم نفسه على أنه من طرابلس وتحديدا من الحي الذي تتواجد به قناتنا، وكان يقول إنه يسمع صوت انفجارات، بينما أنا كنت هنا في القناة ولم أر شيئا وأرسلت صحفيين للتحقق فلم يكن هناك شيء في الواقع''. وتقول المذيعة وديان أبو ظهير، صاحبة برنامج ''حقيقة المؤامرة'' على قناة ''الشبابية'' ل''الخبر'' إنها كانت ''تقدم برامج شبابية لا علاقة لها بالسياسة قبل الحرب، لكنها تحولت لتقديم برنامج سياسي بغرض فضح الحرب الإعلامية على ليبيا''. ر. ب
آراء مراسلي الحرب في التغطية الإخبارية للوضع في ليبيا سألت ''الخبر'' عددا من أبرز المراسلين الأجانب المتواجدين بفندق ''ريكسوس غابة النصر'' عن الصعوبات التي واجهتهم في مهمة تغطية الحرب على ليبيا، وحصلت على انطباعاتهم بشأن حقيقة ما يجري في موقع الحدث. مبعوث إذاعة ''أن.بي. أر'' الأمريكية، كوراي فلينتوف أسجل أنه من الصعب العمل كصحفي هنا في طرابلس، لأنني أحس أن الصحفيين لا يملكون الحرية في التنقل والحديث مع عامة الناس حول الوضع. الحكومة تصر على أنه يجب أن يرافقنا شخص ما إلى أي مكان نريد الذهاب إليه، وفي كل الأحوال هم يأخذوننا إلى أماكن يريدون منا رؤيتها. وهناك الكثير من الأحداث والمظاهرات، تظهر لنا أنه تم تحضيرها سلفا حتى يظهر الناس وكأنهم مع حكومة القذافي. أعتقد أن الحكومة الليبية لا تفهم الصحافة كما تطبق في الدول الحرة. السلطات هنا لا تريد أن تفهم بأننا يجب أن ننقل القصة من الجانبين، وإذا قمنا بنقل تعليق من المتمردين يقولون لنا أنتم كاذبون وتمارسون الدعاية. إنهم لا يعرفون بأنهم يدمرون قضيتهم من خلال منع الصحفيين من آداء عملهم بحرية.
صاحب برنامج ''عشم الوطن''، قناة الجماهيرية، يوسف شكير مهمتي في برنامج ''عشم الوطن'' يوميا هي مسح كل الكذب والبهتان الذي تبثه القنوات الفضائية والصحف العالمية بشأن الوضع في ليبيا، مهمتي هي توضيح الصورة للشعب الليبي كل مساء، بالدليل والبرهان، ولدي الآن غرفة مليئة بالوثائق التي تدين أعضاء المجلس الانتقالي والدول العدوة، وأعتزم بث برنامج جديد يفضح هؤلاء. بخصوص فريق عملي هم فريق شاب جدا، معدل أعمارهم بين 18 و23 سنة، يكدون يوميا لتسجيل الحصص واللقطات وتحصيل المعلومات الخاصة بالبرنامج الذي لقي صدى إيجابيا بفضل موضوعيته. لا أفوّت أن أقول بأن الصحفيين الأجانب هنا ليسوا مهنيين على الإطلاق بل يكذبون ويعملون وفق أجندات الدول التي جاؤوا منها. مبعوثة قناة ''تي.أف 1'' الفرنسية، ليزرون بودول بشأن حقيقة الوضع أنا لم أزر سوى طرابلس ومحيطها فقط، ولهذا لم ألتق سوى أهالي الأماكن التي زرتها كالزاوية وراس لانوف، أؤكد أنني التقيت أشخاصا وعائلات وتجارا ولكن تحت أعين المرافقين طبعا، كان صعبا علي الابتعاد عنهم. ولكن في الأوقات القليلة جدا التي ابتعدت عن المرافقين تحدثت مع ناس قالوا كلاما مختلفا، ولكن أشهد أن هناك جزءا معتبرا من سكان طرابلس يدعمون نظام القذافي، خاصة في الزاوية. وأعتقد أن هناك من يريد التغيير في ليبيا، حتى سيف الإسلام القذافي لما حاورته اعترف لي بأنه كان ينتقد بشدة نظام أبيه، وأنه يجب أن يكون هناك تغيير وديمقراطية. كما أشهد أن المواطنين الليبيين كانوا ظرفاء معي رغم علمهم بأنني فرنسية. ولم يحصل لي أي مشكل وكنا نسمع الناس يقولون ساركوزي، وكنا نرد عليهم: ساركوزي شيء والشعب الفرنسي شيء آخر، ونحن لسنا مجبرين أن نوافق كل ما يقوله ساركوزي. لم تواجهنا مشاكل في التصوير لحد الآن، ولكن لا نعرف تطورات الوضع إذا استمر ساركوزي في إرسال مزيد من الدعم للمتمردين. بخصوص رأي السلطات الليبية في عمل المراسلين فهم غير راضين عنا جميعا. أعتقد أن المراسلين يجب أن يفهموا بأن السلطات الليبية لا تفهم مهنة الإعلام وليس لها تجربة سابقة مع مراسلي الحرب. مبعوث صحيفة ''كوريير ديلا سييرا'' الإيطالية، لورانزو كريمونيزي قضيت شهرين ونصف الشهر في الشرق في بنغازي، وشهدت بداية الأزمة والآن أقضي 40 يوما هنا في طرابلس، وما أستطيع قوله هو وجود حرب دعائية كبيرة من الجانبين، ولكن أقول أيضا، وهو أمر واضح، إن نظام القذافي ما يزال قويا، ولكن لا نعرف إلى متى سيصمد، إنه يتحكم في طرابلس والمدن المحيطة بها. قمنا بجولة إلى البريقة وسرت وترهونة وبني وليد، واتضح لنا أنه يتحكم بالفعل في هذه المناطق. عسكريا أقول إننا أمام حالة شلل على الجانبين، لا يستطيع أي طرف حسم الأمور لصالحه، خصوصا المتمردون في بنغازي، وهؤلاء من دون دعم الناتو والإليزي لا يستطيعون التقدم. إذن الوضعية صعبة. من جهة العمل الصحفي، الظروف في بنغازي أفضل وأكثر سهولة في العمل مقارنة بطرابلس، لكن الأمور بدأت تصعب الآن مع النقد الموجه للمتمردين بخصوص التجاوزات. في طرابلس العمل مقيّد جدا، وعلى السلطات أن تفهم بأن الصحفي إذا لم يعمل بحرية فلن يظهر الحقيقة، والمراسلون الموجودون هنا هم زبدة الصحفيين في العالم، فلماذا الوصاية على عملهم.