رفع الستار، سهرة أول أمس، على فعاليات الطبعة السابعة من مهرجان جميلة العربي بسطيف، وسط حضور كثيف للجمهور الذي قصد مدينة ''كويكول'' الأثرية للاستمتاع بالصوت القوي، والموسيقى الخفيفة، والإيقاع العالمي، في أغاني ''الكينغ'' خالد. استهلت أولى سهرات مهرجان جميلة العربي بأداء محلي متميز، وقعته الفرقة الفولكلورية ''ديوان عامر''، التي سافرت بالجمهور في رحلة عبر الزمن، من خلال أداء أغاني تراثية موسومة بالطابع ''السراوي'' الأصيل، وبإيقاع ولباس تقليدي محض، ورسمت رقصات طفل رافق أعضاء الفرقة لوحات تشكيلية متحركة، استمتعت بها العائلات السطايفية التي توافدت بقوة على المكان، لتبعث طلقات البارود جوا خاصا ومتميزا في فضاء سماء ''كويكول'' الأثرية. من جهته، أمتع المغني سمير السطايفي الحضور بباقة الأغاني التي قدمها. ورغم تأديته إياها في عجالة، إلا أنه وجد محبيه يحفظونها عن ظهر قلب، فردّدوها وإياه إلى آخر أغنية، ومنها أغنيته الشهيرة ''مول الشاش''، ليتم بعدها تكريمه على سنوات عطائه الفني التي دافع فيها عن الأغنية السطايفية. وبعد هتافات الجمهور السطايفي المطالبين بصعود الشاب خالد على ركح كويكول، أطل الأخير عليهم في حدود منتصف الليل، مرتديا عباءة ''الكينغ''. ودون مقدمات، راح يؤدي باقة من أغانيه القديمة والجديدة، فيسافر بالجمهور بين نوطات موسيقاه العالمية التي امتزج فيها الطابع الرايوي بالإفريقي، والهندي، والمغربي، فكان لأغانيه وقعها الخاص لدى جمهور جميلة. وأقام الشاب خالد الحضور من مجالسهم، مطلقين العنان لأجسادهم التي رقصت على وقع أغانيه، وتراءت للناظر كأمواج بشرية، بعد أن تمكن من كسب تفاعلها معه بطريقته الخاصة والمتميزة، وهو ما كان مع أغانيه التي ردّدوها وإياه، على غرار ''أنا المغبون''، ''أنا العربي''، ''الشابة''، ''مالها''، ''وهران''، إلى جانب ''بختة''، و''عايشة''، وباقة من الأغاني الأخرى. ولم يكن دخول خالد كخروجه، حيث أصرّ الشباب عبر هتافاتهم على مواصلة ''الكينغ'' للغناء دون توقف، لتنطفئ بعدها الشمعة الأولى من الطبعة السابعة بتكريمه، إلى جانب الكاتب المسرحي عبد الوهاب تامهاشت، والمسرحيين نبيل بن سكة وعيسى جيرار. كويكوليات - استقطبت ليلة الافتتاح جمهورا قياسيا، قدم من مختلف ولايات الوطن، خاصة الشرقية منها. وإن كان بعضهم قد تمكن من الدخول، فإن الكثير منهم بقي خارجا. - حدّدت الجهات المنظمة سعر تذكرة الليلة الأولى بمبلغ 700 دينار، وهو سعر يرى الكثير من الشباب بأنه في غير متناولهم. ورغم ذلك، لجأ العديد منهم لاقتناء التذاكر من السوق السوداء التي وصل ثمن التذكرة فيها إلى 900 دينار، من أجل حضور حفل ''الكينغ''. - أقرّ مدير الديوان الوطني للثقافة والإعلام، لخضر بن تركي، بالصعوبات التي واجهتها الجهات المنظمة في ضبط برنامج مهرجان جميلة العربي، لعدة أسباب، أهمها الإضراب الذي عرفته شركة الخطوط الجوية الجزائرية. - واجه الإعلاميون صعوبات كثيرة مع الشركة المكلفة بالتنظيم الأمني للمهرجان، ولم يتمكنوا من الدخول إلى الموقع الأثري إلا بشق الأنفس، ناهيك عن الفوضى التي سجلت على مستوى الجناح المخصص لهم، مما صعب العمل عليهم. خالد يفتح النار على ماسياس ويصرّح ''ملف مامي أغلقته ولن أعود للحديث عنه'' أطلق ''الكينغ'' خالد النار على المغني اليهودي الفرنسي الجزائري الأصل أنريكو ماسياس، واصفا إياه بأبشع الصفات، قائلا ''الحمار حمار''، في إشارة واضحة لطريقة تصرف المغني غير اللائقة تجاه الجزائريين، وعدم احترامه للبلد الذي فتح له الأبواب. وتحاشى الشاب خالد الحديث عن الشاب مامي، رافضا الإدلاء بأي تصريح صحفي حوله، قائلا إنه أغلق هذا الملف، ولن يعود للحديث عنه إطلاقا. وأبدى المتحدث اعتزازه بأصوله الجزائرية الإسلامية، مبرزا أن ما حدث بين مصر والجزائر عقب مباراتي كرة القدم سنة 2009 مجرد كبوة، مردفا ''نحن إخوة وأشقاء، وسيجمعني قريبا ثنائي مع الفنان المصري محمد منير''. وعرّج الشاب خالد على جملة الاحتجاجات المسجلة مؤخرا، قائلا إنه من الضروري أن نطالب بحقوقنا، لكن بطرق قانونية وسلمية، محذرا من مغبة استغلال بعض الجهات لاحتجاجات الشباب أو ما أسماه ''بولحية وفاشيست''، مضيفا ''لسنا جاهزين للديمقراطية، وأنا بصدق مستاء من بعض الاحتجاجات، كاحتجاج موظفي الجوية الجزائرية الذين تركوا المسافرين رهائن بالمطارات. لذا، أدعو الشباب إلى ضرورة احترام المسؤولين، وتبني ثقافة جديدة في المطالبة بالحقوق''. وكشف ''الكينغ'' خالد عن ألبومه الجديد الذي يحضر له، ومن المرتقب صدوره شهر أكتوبر المقبل. ''المهرجان انطلق ب8 ملايين دينار ووصل إلى 80 مليونا'' كشف مدير الديوان الوطني للثقافة والإعلام، لخضر بن تركي، أمس، في لقاء مع الصحافة، عن المبالغ المالية المخصصة لمهرجان جميلة العربي، مبرزا بأن الطبعة الأولى للمهرجان خصص لها مبلغ 8 ملايين دينار، ليصل اليوم إلى 80 مليون دينار، مؤكدا بأن المبلغ المذكور لا يكفي لتنظيم مهرجان ذي بعد عربي، خاصة في ظل ارتفاع التكاليف. ووجه المتحدث دعوة للاستثمار، خاصة في مجال الفندقة، التي تعدّ نقطة سوداء بالكثير من الولايات الداخلية على وجه التحديد، كافتقاد مدينة جميلة الأثرية لفندق محترم، يمكن استغلاله أثناء وبعد الفعاليات، مشيرا بخصوص برنامج المهرجان والأسماء التي تتكرر من حين لآخر، إلى أن اللجنة المنظمة تسعى دائما لجلب كل الأسماء التي يسطع نجمها في السماء العربية، إلى جانب الفنان الجزائري.