عادت السكينة والهدوء، أمس، إلى حي ''التيفيس'' القصديري بمستغانم، الذي كان عرضة لحريق مهول صباح الإثنين الماضي، حيث التهمت ألسنة النيران جزءا كبيرا منه وخلف 6 جرحى. اتخذت مصالح ولاية مستغانم، أمس، إجراءات استعجالية للتكفل بالعائلات المنكوبة، حيث قامت بنصب 75 خيمة، تسع كل خيمة ل5 و6 أشخاص، لإيواء العائلات التي احترقت أكواخها. علما أن هذه العائلات قضت ليلة الثلاثاء في العراء. كما لقي المصابون الستة بحروق رعاية طبية، في حين تأكد أن الطفل الذي قالت والدته إنه اختفى، لم يتعرض لأي أذى، وكل ما في الأمر أنه غاب عن نظر والدته في خضم الفوضى والرعب اللذين انتشرا في أعقاب اندلاع الحريق. كما وزعت على المنكوبين أغطية وأفرشة ومواد غذائية، منها 130 قفة تحتوي على 13 مادة غذائية، مع توفير ماء الشرب والكهرباء بواسطة مولدات أحضرت لهذا الغرض. أما تهيئة وتركيب المخيم، الذي أقيم بجوار بقايا الأكواخ المتفحمة، فقد أوكلت إلى مصالح الحماية المدنية التي شرعت، ليلة أول أمس، في العمل الذي تواصل إلى غاية ظهيرة أمس الثلاثاء. ولوحظ في عين المكان عودة الطمأنينة إلى العائلات المنكوبة التي مرت بلحظات عصيبة، في انتظار الحل النهائي الذي سوف لن يكون سهلا في الظرف الحالي، خاصة أن أغلبية العائلات المقيمة في حي ''التيفيس'' التابع لبلدية صيادة دائرة خير الدين، نزحت من مختلف المناطق الريفية لولايتي مستغانم وغليزان وغيرهما، وأقامت أكواخها في السنوات الخمس الفارطة، ليرتفع عدد الأكواخ إلى أكثر من 400 كوخ.