قام أمس كل من وزير السكن والعمران، نور الدين موسى، والوزير المنتدب المكلف بالجماعات المحلية، دحو ولد قابلية، بزيارة تفقدية إلى مدينة أولف بأدرار، في إطار تطبيق البرنامج الاستعجالي الذي أقرته الحكومة إثر الفيضانات التي اجتاحت المنطقة، وكانت بعض من ولايات الجنوب الشرقي للوطن قد شهدت خلال الأيام القليلة الماضية أمطارا غزيرة ورياحا قوية أدت إلى انهيار جدران العديد من المنازل وشلل في حركة السير، كما أحصت ولاية أدرار لوحدها وفاة شخص وجرح اثنين آخرين. وتطبيقا للبرنامج الاستعجالي المقرر من قبل الحكومة إثر الفيضانات التي اجتاحت ولاية أدرار، توجه كل من وزير السكن والعمران نور الدين موسى والوزير المنتدب المكلف بالجماعات المحلية دحو ولد قابلية ،أمس، الى مدينة أولف بالولاية، للوقوف على حجم الأضرار التي سببتها الفيضانات، فلقد أحصت مصالح الحماية المدنية في حصيلة مؤقتة وفاة شخص وجرح اثنين آخرين على الأقل، كما سجلت انهيار نحو 208 مسكن طوبي وتضرر 600 مسكن آخر، إضافة الى تضرر 10 سكنات ومسجد بدائرة تسابيت جراء هذه الفيضانات، حيث تفقد الوزيران برفقة المدير العام للحماية المدنية مصطفى لهبيري والسلطات المحلية للولاية المناطق المتضررة، ليتم تجنيد السلطات المدنية والعسكرية للولاية، من أجل تطبيق كافة الترتيبات المتخذة بعين المكان، من خلال توفير الخيم للمواطنين وكذا إيصال المساعدات الغذائية والطبية لصالح المتضررين، وذلك وفقا لذات البرنامج. وحسب ما أشارت إليه مصادر حكومية، فإن الوزيرين سيبحثان بعين المكان سبل تطبيق الإجراءات التي اتخذتها الحكومة في هذا الإطار، خاصة فيما يتعلق ببرنامج إعادة بناء السكنات المتضررة جراء هذه الفيضانات، كما واصلت المصالح التقنية لبلدية أولف أول أمس عملية إحصاء المنكوبين، مشيرة إلى أن كمية تساقط الأمطار الهائلة التي شهدتها المنطقة يومي الاثنين والثلاثاء قد تجاوزت 30 ملم، لتضيف خلية الأزمة المنصبة لهذا الغرض أن مصالح الحماية المدنية قد نصبت 185 خيمة لفائدة السكان المتضررين منها 25 خيمة تندرج في إطار المساعدات المقدمة من قبل الجيش الوطني الشعبي. من جهة أخرى، سجلت مصالح الحماية المدنية بولاية ورقلة 76 تدخلا لأعوان الحماية بمختلف مناطق الولاية، شملت إخماد حرائق نتيجة تماس كهربائي، إلى جانب القيام بعمليات امتصاص المياه من داخل المساكن التي غمرتها السيول، فقد تسببت الأمطار الغزيرة المصحوبة بالرياح الباردة خلال الأربع وعشرين ساعة الأخيرة في عدة انهيارات لجدران مساكن قديمة وأخرى غمرتها مياه الأمطار إلى جانب انقطاعات متكررة في التيار الكهربائي في مناطق متفرقة من الولاية، حيث أشارت المصالح إلى أن المياه قد تسببت في حدوث تصدعات وانهيارات كلية وجزئية لجدران العديد من المنازل المبنية بالمواد الأولية المحلية، إلى جانب سقوط أعمدة كهرباء واشتعال النيران بعدد من عدادات الكهرباء، بالإضافة إلى تراكم الرمال والأوحال الكثيفة التي خلفتها المياه المنجرفة بعدة محاور من شبكة الطرقات. وتفاديا للأخطار التي قد تتسبب فيها العواصف القوية التي اجتاحت المنطقة، أوضح مسؤولو المؤسسة الوطنية للكهرباء والغاز سونلغاز بورقلة، بأن فرق المؤسسة قد عملت أول أمس على إعادة التشغيل وبصفة تدريجية للشبكات المقطوعة، بعد أن كانت قد عمدت مساء الأربعاء الفارط على قطع التموين بالكهرباء ببعض الشبكات، وذلك على مستوى عدد من الأحياء السكنية، في إطار التدابير الوقائية التي اتخذتها، كما تم تشكيل لجان تقنية تتكون من ممثلي مختلف المصالح والقطاعات المعنية ببلديات الولاية، مكلفة باستقبال شكاوى المواطنين المتضررين وإحصاء الخسائر المادية. وعلى غرار بعض ولايات الجنوب الشرقي للوطن، أوضحت مصالح الحماية المدنية بولاية الأغواط بأن الولاية قد شهدت خلال اليومين الماضيين تساقطا كثيفا للثلوج، مما انجر عنه حدوث شلل تام في حركة المرور بطرق الولاية وتقطع السبل بالعديد من العائلات والأشخاص المستعملين للطرقات، مضيفة بأن سمك الثلوج المتساقطة قد بلغ 50 سنتيمترا، كما تم بذل جهود حثيثة لإجلاء العائلات والأشخاص العالقين بالطرق وإيوائهم في المدارس الابتدائية ودور الشباب وبعض المؤسسات العمومية. وفي ذات السياق، أشرفت مصالح الحماية المدنية والسلطات المحلية وكذا العسكرية بولاية الجلفة على التكفل بقرابة 1000 مسافر على مستوى مؤسسات تربوية ومراكز التكوين المهني بالولاية، وذلك جراء الثلوج المتساقطة التي أدت إلى غلق الطريق الوطني رقم 1 وكذا الطرق الولائية، حيث لا يزال الطريق الوطني رقم 1 يشهد في شطره الرابط بين الجلفةوالأغواط بالمكان المسمى رأس الريح، حالة من الاضطراب، فقد بقيت طوابير طويلة من السيارات والمركبات تراوح مكانها إلى ساعة متأخرة من الليل. وحسب مصالح الحماية المدنية، فإن الكثير من الطرق لا تزال مغلقة أمام حركة المرور على غرار الطريق المؤدي إلى بلدية فيض البطمة أين تقبع الكثير من السيارات على طول الطريق. وفي إطار التكفل بالعائلات المنكوبة بالمنطقة، أشارت مصالح الحماية المدنية إلى ارتفاع عدد الخيم المنصوبة لإيواء هذه العائلات، إلى 274 خيمة خصصت لإيواء الأسر التي انهارت سكناتها الطوبية بصفة كاملة أو بشكل لم تعد معه قابلة للإيواء، فلقد قدر مصدر من الحماية المدنية أن عدد هذه السكنات قد فاق ال 700 سكن بين منهار كليا وغير قابل للإيواء فضلا على سكنات أخرى تضررت جزئيا، فيما يتم حاليا تفريغ الشاحنات القادمة من مدينة عين صالح بعد وصول طائرتين محملتين بالمؤونة من وزارة التضامن الوطني والأسرة والجالية الوطنية بالخارج إلى مطار عين صالح، كما يعكف أعوان الحماية المدنية على تفريغ هذه الشاحنات ومن تم توزيع حمولتها على المتضررين الذين لا يزال عدد منهم في المدارس وبعض القاعات الرياضية. وبولاية غرداية، تكفلت مصالح الحماية المدنية بإيواء 46 عائلة كانت تقطن سكنات منجزة بمواد أولية تقليدية بشكل مؤقت، بالداخلية التابعة لمتقنة مدينة المنيعة الواقعة على بعد 275 كلم جنوب عاصمة الولاية غرداية، وذلك بعد أن تضررت سكناتهم الهشة بفعل موجة الأمطار القوية التي تهاطلت على المنطقة خلال اليومين الأخيرين، كما شكلت لجنة لإحصاء العائلات المتضررة من هذه التقلبات المناخية بغرض حصر العدد الحقيقي للمنكوبين لاتخاذ التدابير الضرورية للتكفل بهم، حيث تم إرسال مؤن ومساعدات غذائية وأفرشه وأغطية لفائدة العائلات المتضررة بغرض التخفيف من معاناتهم.