تشهد أسواق بشار ومحلاتها إنزالا غير مسبوق، انفردت ببطولته النساء اللواتي باشرن حملة الاستعداد لاستقبال شهر رمضان المبارك بشراء مستلزمات المطبخ، من أوان ومواد غذائية وتوابل، مقابل تنازل الرجل طوعا أو كرها عن قرار تسيير ''الشهرية'' إلى ربّة المنزل. تفرض المرأة البشارية حضورها في رمضان، مقابل تراجع دور الرجل الذي يفضل الخلود إلى الراحة، وانتظار ما سيعرض على مائدة الإفطار من أطباق.. إنها رغبات تحولت إلى أوامر على حد تعبير بعضهم، أي بعبارة أخرى، نفعل ما نؤمر وننتظر رمضان لنرى. وإن كان هذا الرضوخ مبرّرا، فإن وجود الرجل في العمل هو السبب الحقيقي الذي يجعل الزوجة تتولى قيادة المنزل بالنيابة لمدة شهر كامل. وإن كان الرجل في عطلة، فإنه يضطر لمرافقتها إلى الأسواق والمحلات التجارية لقضاء حاجياتها اليومية أو الأسبوعية. من جانبهم، ينظر التجار بإيجابية لموضوع خروج المرأة مع الرجل للتسوّق، باعتبارها ''ملحاحة'' في طلباتها، الأمر الذي يرتفع به سقف المشتريات ليتجاوز مستلزماتها الخاصة أو المواد الغذائية إلى مستلزمات المنزل، من أوان وأفرشة وديكور وحلويات وغيرها، وهو ما يساهم في زيادة هوامش أرباحهم. في المقابل، كشفت شهادات رجال يعيشون التجربة أن أتعابهم تتضاعف مع زوجاتهم، إلى درجة تراكم الديون عليهم من كل جهة، ويأتي هذا في الوقت الذي يفرض منطق غيرة المرأة أمام نظيراتها وسعيها لاستغلال هذه الفرصة الذهبية في تسيير شؤون المنزل، إلى عدم الرأفة بجيب الرجل، وتمارس عليه ضغوطا تزداد بانخراط الأبناء في صفها.. إذ يضطر إلى فقدان راتبه، وأحيانا الاستدانة، تحت وطأة هذه الضغوط ووطأة رغبته في تناول أشهى الأطباق. وذكر بعض أرباب الأسر أن زوجاتهم ترفضن تبريراتهم بالاقتصاد في الإنفاق وعدم الإسراف تحسبا لمصاريف العيد والدخول المدرسي، وأن طلباتهن تفوق قدرته الشرائية، حيث تهددن ببيع مصوغاتهن الذهبية أو رهنها، وهو ما يشكل في حال حدوثه وصمة عار على جبين الرجل أمام أبنائه وأقاربه، لاسيما الأصهار منهم.