العنصرية هي عبارة مقيتة ومشينة يستخدمها شخص ما لإظهار أنه مختلف عن الآخرين من حيث العرق والثقافة والدين. شهدت ملاعب كرة القدم الأوربية، مؤخرا، حوادث عنصرية متعدّدة قام بها بعض المشجعين تجاه اللاعبين السود والمسلمين المحترفين في النوادي الأوربية. الأمر الذي أثار قلقا وجدلا كبيرين في الأوساط الرياضية جعلت المسؤولين الرياضيين يتخذون عقوبات ردعية لمرتكبي هذه التصرفات، التي زادت بشكل كبير خلال السنوات الأخيرة. وقد أعاد الاتهام الذي وُجّه مؤخراً للاتحاد الفرنسي لكرة القدم باتباع سياسة عنصرية تجاه اللاعبين العرب والأفارقة إلى الأذهان ما يعانيه اللاعبون أصحاب البشرة السمراء أو ممن تعود أصولهم إلى عرقيات معينة، خاصة بعد أن استمرت قضية العنصرية في كرة القدم الفرنسية بالتفاعل بعد نشر حديث لمدرب منتخب فرنسا لوران بلان يقول فيه إنّه مع ''تحديد عدد اللاعبين المزدوجي الجنسية'' في مراكز تدريب الناشئين وتكوينهم، خلال اجتماعه مع مسؤولين عن الكرة الفرنسية في نهاية عام .2010 كما كشفت تقارير صحفية فرنسية عن وجود قرارات داخل اللجنة الوطنية للعبة في فرنسا عملت للحدّ من نسبة اللاعبين من أصول إفريقية وعربية. وجاء في إحدى الصحف الفرنسية الأيام الماضية موضوع بعنوان ''بالنسبة إلى المسؤولين الفرنسيين عن الكرة ثمّة عدد من الأفارقة والعرب في المنتخب الفرنسي وليس هناك عدد كاف من أصحاب البشرة البيضاء''، وهو الأمر الذي يناقض تماماً ما قدّمه هؤلاء اللاعبون لبلادهم، حيث أصبحوا أبطالاً ورموزاً بعدما قدّموا هدية العمر لفرنسا عندما فازوا ببطولة كأس العالم 1998، وكان يضم المنتخب الفرنسي آنذاك لاعبين من جنسيات متعددة. أول حادث عنصري كان في بريطانيا لا تعد بريطانيا، مهد كرة القدم الحديثة، بمنأى عن المظاهر العنصرية في الملاعب الكروية، بل يسجل التاريخ أن أول حادثة عنصرية حدثت في الملاعب كانت في بريطانيا، وضحيتها هو لاعب خط الوسط ديكسي دين لاعب ايفرتون، حيث تلقى عبارات عنصرية أثناء مباراة أقيمت في لندن في ثلاثينيات القرن العشرين، ما دعاه إلى مغادرة الملعب في الشوط الأول متجها إلى بعض الجماهير، حيث أوسعهم ضرباً قبل اتجاهه وبسرعة إلى غرفة الملابس. وقد تفشت العنصرية بشكل واضح وجلي في الملاعب الانجليزية في ثمانينيات القرن العشرين، حيث تعرض عديد اللاعبين للتمييز العنصري، ومنهم اللاعب بول كانوفيل الذي تعرض لصيحات الاستهجان حتى من أنصار فريقه. مظاهر العنصرية انتشرت في أغلب الملاعب العالمية ومن بين حوادث العنصرية التي شهدتها ملاعب كرة القدم الأوربية، ما حدث يوم 13 نوفمبر 2004 في فرنسا، عندما انهال بعض المشجعين بالضرب والركل على لاعبين من أصحاب البشرة السمراء من الكونغو وغوادي لوب (إحدى المستعمرات الفرنسية جنوب غربي بورتوريكو) يلعبان لفريق باستيا. وقد دفع هذا الحادث اللاعبين الفرنسيين والمدربين والحكام على حد سواء إلى ارتداء فانلات تحمل عبارة ''لا للعنصرية''. وبعد هذه الحادثة بنحو أسبوع، وفي بريطانيا، تعرض لاعب أسود البشرة يلعب لنادي برمنجهام الإنجليزي لحادث عنصري آخر، قام خلاله اثنان من المتفرجين بمضايقته أثناء قيامه بأداء تدريبات الإحماء التي تسبق المباراة، حيث أخذوا يقلدون أصوات وحركات القرود. والمظاهر العنصرية في الملاعب الاسكتلندية لا تعد ولا تحصى، ونشير هنا إلى حادثة أخرى تمثلت بتقديم كابتن رينجر ''لورينزو اموروزو'' بإعتذار علني عما بدر منه من عبارات عنصرية قذف بها مهاجم بروسيا دور تموند النيجيري فكتور ايكبيبا أثناء مباراة جمعت الفريقين في سنة .1999 ''الفيفا'' عاقب الاتحاد الإسباني بسبب العنصرية وفي اسبانيا أطلق نحو ألفين من المشجعين الإسبان الذين احتشدوا في ملعب بيرنابيو بالعاصمة مدريد يوم 17 نوفمبر 2004، هتافات عنصرية ضد اللاعبين السود الثلاثة بالمنتخب الإنجليزي، كارلتون كول ودارن بينت وجلين جاكسون، حيث كان المشجعون يقومون بتقليد صوت القرود عند اقتراب أي لاعب منهم للكرة، الأمر الذي جعل الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) يقرر يوم 2004/12/21 تغريم الاتحاد الإسباني للعبة 100 ألف فرنك سويسري (نحو 87 ألف دولار). وحذر الفيفا الاتحاد الإسباني، في بيان، من أن تكرار مثل هذا السلوك العنصري قد يؤدي إلى إقامة المباريات بدون جمهور أو الاستبعاد من عدد من البطولات التي ينظمها الاتحاد الدولي.