طوقت قوات مكافحة الشغب الطرق المؤدية لغابة حي الصنوبر بحيدرة في العاصمة صبيحة أمس، من أجل فتح الطرق الفرعية أمام حركة المرور، بعد قطعها من طرف محتجين منعوا إنجاز موقف للسيارات مكان الغابة. وأدت الاشتباكات بين المحتجين وقوات الأمن إلى إصابة عدد من المواطنين بجروح واعتقال عدد آخر. كانت الساعة تشير إلى حدود الخامسة والنصف صباحا، عندما حاصرت قوات مكافحة الشغب العمارات المجاورة لحديقة الصنوبر بحيدرة، ما فاجأ السكان الذين عاشوا حالة من الرعب والذعر. واقتحمت عناصر الأمن بعض السكنات من أجل توقيف عدد من المتظاهرين، الذين قاموا بغلق الطرق المؤدية إلى غابة الصنوبر، التي انطلقت بها أشغال الحفر لإنجاز موقف ذي طوابق للسيارات. واندلعت مواجهات مع قوات مكافحة الشغب التي طوقت المكان، حيث استعملت الزجاجات الحارقة والحجارة، وخلفت المواجهات التي لم تهدأ إلى غاية الساعة الثامنة صباحا، جرحى، نقل ثلاثة منهم إلى مستشفى مصطفى باشا الجامعي لخطورة حالتهم، كما تم توقيف 5 محتجين. ووقفت ''الخبر'' على ما خلفته المواجهات، حيث تقوم مصالح عمال النظافة وصيانة وتطهير الطرق ''أسروت'' بتنظيف الطرق ونزع المتاريس والحجارة والقضبان الحديدية لتمكين المركبات من السير. وأوضح أحد سكان الحي من الجرحى ''نحن نعيش حالة من الحصار منذ أن رفضنا مشروع موقف السيارات''، وتابع لقد ''أصبت بجروح على مستوى اليد برصاصة مطاطية، أما أخي فأصيب بجروح على مستوى الوجه وهو في المستشفى''. وأضاف المتحدث ''لقد اقتحموا المنازل وتعرضت بعض النسوة للضرب، وهذا أمر مخالف للقانون''. أما أحد عقلاء الحي فقال ''نحن جزائريون لماذا يعاملوننا بهذه الوحشية، نحن صائمون ولا نحتمل مثل هذه الأمور''. ويتساءل أحدهم ''الكل يتهرب من مقابلتنا أو المجيء عندنا، لمعرفة حقيقة المشكل الخاص بموقف السيارات، لا الوالي ولا رئيس بلدية حيدرة''. أما إحدى السيدات التي كانت مرفوقة بزوجها، فقالت ''نحن نعيش الحصار، لقد ضربنا وأوقف أبناؤنا لا لشيء سوى أنهم يرفضون إبادة الحديقة وتحويلها إلى موقف للسيارات''. وأضافت ''المجاهدة الكبيرة جميلة بوحيرد تدعمنا في قضيتنا، لكن لا أحد احترم وجودها''. واستغرب السكان كيف يتم تأجيل البت في قضيتهم التي رفعوها على مستوى المحكمة الإدارية ببئر مراد رايس 3 مرات، رغم أنها قضية استعجالية. ويصر هؤلاء على عدم التنازل عن قضيتهم التي برمجت مرة أخرى ل8 أوت الجاري، بعد 21 يوما من إيداع الشكوى، ما يطرح العديد من التساؤلات. ويعيش الحي حالة من الحذر والتأهب، فيما قوات الأمن مازالت تحاصر كل الطرق والمنافذ لمنع السكان من قطع الطريق مرة أخرى، بعد يومين من غلق كل الطرق الفرعية والممرات، كما أن الآليات والجرافات مازالت تقوم بأشغال الحفر بعد أن تم تقطيع مئات الأشجار تحت حراسة الأمن.