إستيقظ سكان حيدرة أمس، على مواجهات عنيفة بين قوات مكافحة الشغب والشباب الغاضب بحي الصنوبر، تعبيرا عن رفضهم لمشروع إقامة حظيرة عمومية بالقرب من الحي، استعملت فيها الحجارة وقارورات روح الملح الحارقة إلى جانب المتاريس وحرق العجلات المطاطية، بداية من الثامنة صباحا مع انطلاق الأشغال بالحظيرة، والتي تسببت في إحداث عشرات الإصابات وسط رجال الشرطة والمحتجين نشبت صباح أمس، بحي الصنوبر بحيدرة، مواجهات دامية بين سكان الحي وقوات مكافحة الشغب، الذين يحاولون تأمين الحماية لانطلاق الأشغال بمشروع إنجاز موقف للسيارات أو مركز تجاري، على حد قول سكان الحي، والذي تود السلطات إقامته على أرضية الحديقة الواقعة أسفل عماراتهم، أين خرج النساء والرجال لمواجهة رجال الشرطة والقائمين على الأشغال، مؤكدين رفضهم إقامة أي مشروع بتلك المساحة الخضراء التي قالوا أنها ''غابة'' وحديقة تابعة لأملاك الحي ولا يمكن البناء عليها. وعمدت قوات مكافحة الشغب إلى تطويق الحي ومحاصرة الشباب الغاضب بين العمارات وداخل أروقتها، في الوقت الذي ألحق هؤلاء الشباب إصابات متفاوتة في صفوف رجال الأمن الذين نفذوا طيلة صبيحة أمس لعبة الكر والفر، نظرا إلى القوة الدفاعية التي يتمتع بها الشباب الذين اعتلوا سطوح المباني ومنعوا الشرطة من الإقتراب، حيث كانوا يستعملون العجلات المطاطية والحجارة في رد هجومات قوات الأمن مما جعل القيادة ترسل التعزيزات لإنهاء المواجهات التي استمرت إلى المساء. وحاول بعض المسنين من سكان الحي تهدئة الأوضاع وإيقاف المواجهات بعدما طالبهم مسؤول الأمن باتباع الطرق القانونية في منع إنجاز هذا المشروع، كالتوجه إلى العدالة أو مخاطبة القائمين على ذلك، إلا أن الشباب الذين يتمسكون بفكرة منع المساس بمساحة الغابة رفضوا لغة الحوار وإيقاف حجارتهم، وبقوا يطالبون برحيل مصالح الأمن من المنطقة، مهددين كل من يريد الإقتراب من الغابة لبدأ الأشغال. كما قال الشباب من جهتهم أنهم يريدون إبطال هذا المشروع حفاظا على حرمة الحي، والإبقاء على المساحات الخضراء، منددين بعملية قطع الأشجار التي باشرها القائمون على المشروع، معتبرين إياها جريمة في حق الطبيعة وكان على السلطات نفسها ألا تسكت على ذلك.