حثّ الإسلامُ على تحرّي الكسب الطيّب، ولو كان قليلاً، وحذّر من الكسب الخبيث، ولو أعجبَ الإنسانَ كثرتُه، قال تعالى: {قُل لا يَسْتَوِي الْخَبِيثُ وَالطَّيِّبُ وَلَوْ أَعْجَبَكَ كَثْرَةُ الْخَبِيثِ فَاتَّقُواْ اللّهَ يَا أُوْلِي الأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}. قال الحسن رحمه الله: ''الخبيث والطيّب: الحلال والحرام''، وقال القرطبي رحمه الله: هو ''عامٌ في جميع الأمور، يُتصورُ في المكاسب، والأعمال، والنّاس، والمعارف من العلوم وغيرها، فالخبيثُ من هذا كلِّه لا يفلح ولا يُنْجِب، ولا تحسنُ له عاقبة وإن كثُر، والطيب وإن قلّ، نافعٌ، جميلُ العاقبة''. إنّ الطَيِّبَ سبب للقبولِ، واستجابة الدعاء، كما أنّ الخبيث بضدّ ذلك، وهو سبب لدخول الجنّة. فعن أَبي سعيد الخُدْرِي، رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: ''مَنْ أَكَلَ طَيِّباً، وَعَمِلَ فِي سُنَّةٍ، وَأَمِنَ النَّاسُ بَوَائِقَهُ، دَخَلَ الْجَنَّةَ. فقال رجل: يا رسول الله، إِنَّ هَذَا الْيَوْمَ فِي النَّاسِ لَكَثِيرٌ. قال: ''وَسَيَكُونُ فِي قُرُونٍ بَعْدِي'' رواه الترمذي.