أصيب ما لا يقل عن ثلاثة أشخاص بجروح متفاوتة الخطورة في مشادات وقعت، ليلة أول أمس، قبيل صلاة التراويح بمدينة العنصر بوهران، بين مجموعة شباب من جهتين مختلفتين، استعملت خلالها السيوف وعصي لعبة ''البيسبول''، وبنادق صيد السمك، وباقي أنواع الأسلحة البيضاء المحظورة. حسب شهود عيان، فقبيل آذان صلاة العشاء ليوم أول أمس، كان مواطنون يتوافدون على المقاهي القريبة من ساحة المدينة، وآخرون يتوجهون إلى المسجد، وفي غمرة من أمرهم شاهدوا توافد سيارات من كل جهة، لتتوقف واحدة من نوع ''رونو إكسبرس'' مدججة بأنواع الأسلحة البيضاء السالف ذكرها، وحينها نزل عدد من الشباب ودخلوا في مشادات مع آخرين مستعملين ما تيسر لهم من سيوف، كالتي يستعملها ''الساموراي''، كما لو أنهم يصورون فيلما من أفلام هوليود. وهناك دخل الرعب في أوساط المتواجدين بوسط المدينة الذين أخلوا المقاهي، وهرعوا خوفا إلى منازلهم، في وقت لجأ فيه آخرون للمسجد حماية لأنفسهم، وأما الفارون من أصحاب السيارات فكانوا يسيرون بطريقة جنونية حتى فوق الممهلات، ليضيفوا مشهدا آخر من المشاهد السينمائية البوليسية. واستمرت المعركة بين الفريقين المتهورين حوالي ساعة، قبل أن يحسمها عناصر الدرك الوطني بالعنصر مدعمين بدركيين من عين الترك. وإثر ذلك قاموا بجملة من الاعتقالات للمتسببين في الفوضى مع استرجاع بعض من الأسلحة البيضاء. وحسب المعلومات المستقاة من مصادرنا، فإن المشادات تمت بين شباب من العنصر وآخرين من قرية قدارة، بسبب خلاف بينهم حول عتاد بحري قالت مصادرنا إنه مرتبط بموضوع ''الحرفة''. وبهدف منع استمرار المصادمات بين الطرفين انتقل قائد كتيبة الدرك الوطني إلى قرية قدارة، حيث استعان بعقلائها من أجل حث شبابها على التوقف عن ملاحقة خصومهم وإثارة الفوضى.