الرِّفق هو التلطف في الأمور، والبُعد عن العنف والشدّة والغلظة. وقد أمَرَ الله بالتّحلّي بخُلُق الرِّفق في سائر الأمور، فقال: ''خُذِ الْعَفْوَ وَامُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ'' الأعراف.199 وقال تعالى: ''وَلاَ تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلاَ السَّيِّئَة ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَن فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ''. الرِّفق خُلُق عظيم، وما وُجِدَ في شيء إلاّ حَسَّنَه وزَيَّنَه، قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: ''إنّ الرِّفق لا يكون في شيء إلاّ زانه (حسّنه وجمّله)، ولا يُنْزَعُ من شيء إلاّ شانه (عابه)'' رواه مسلم. وكان النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم أرفق النّاس وألينهم. أتى إليه أعرابي، وطلب منه عطاءً، وأغلظ له في القول، فتبسَّم النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم في وجهه، ثمّ أعطاه حمولة جملين من الطعام والشّراب، وكان الرّسول صلّى الله عليه وسلّم يُلاعِب الحسن والحسين ويُقبُّلهما ويحملهما على كتفه.